ترك برس 

لليوم الثاني والعشرين على التوالي يستمر اعتصام العائلات التركية من أصول كردية خارج المقر الرئيسي لحزب الشعوب الديمقراطي في ولاية ديار بكر، للمطالبة بعودة أبنائها الذين جندهم الجزب وأرسلهم للقتال في صفوف تنظيم بي كي كي الإرهابي، حسب تقرير لشبكة "تي ري تي وورلد".

وقالت نجلاء كور، وهي ربة منزل تبلغ من العمر 43 عامًا من بلدة إيليشكيرت بولاية أغري لموقع "تي ري تي وورلد": "أتيت إلى هنا من أجل ابني. لن أغادر حتى أستعيد ابني".

توجهت كور وزوجها بدير هان في رحلة بالسيارة استغرقت ثماني ساعات للانضمام إلى مجموعة من العائلات المعتصمة أمام مقر الحزب وهي تحمل صورًا لأبنائها المفقودين. 

الاعتصام بدأته هاجرة أكار في 22 أغسطس/ آب الماضي، للمطالبة بمعرفة مصير ابنها البالغ من العمر 21 سنة، واسمه محمد أكار، مبينة أنه اختطف من قبل بي كي كي ونقل إلى الجبال، وبعد ثلاثة أيام من اعتصامها عاد ابنها، لتنهي اعتصامها.

ودفعت الواقعة أمهات وعائلات لبدء اعتصامات مماثلة أمام مقر الحزب بعضها قدم من ولايات أخرى مثل مرسين وماردين وغازي عنتاب ومالاطيا. وانتقدت منظمات مستقلة لحقوق الإنسان التنظيم الإرهابي لتجنيده جنودًا أطفال لتعزيز صفوفه. كما ذكرت أنه يستهدف بشكل خاص الأسر الفقيرة والضعيفة.

وتقول كور إن تنظيم بي كي كي خطف ابنها "وحيد " العام الماضي وكان عمره 15 عامًا فقط. "نحن فقراء لا نعيش في رغد. كان وحيد يساعد في كسب عيشنا". 

وبعد بحث طويل مرهق عن الابن المختفي، قالت كور إنها وجدت ابنها في مكان ما في الجبال القريبة. توسلت إلى الأشخاص الذين يعيشون في المنطقة لمساعدتها في إنقاذ ابنها، لكنهم قالوا لها إن قادة بي كي كي رفضوا بصراحة إطلاق سراحه.

وأضافت أنها صرخت على مجموعة من الرجال الذين يشبهون مقاتلي بي كي كي، وتشاجرت مع بعضهم وفقدت وعيها في نهاية المطاف. وعندما استيقظت كانوا قد اختفوا جميعًا. 

ووفقًا لما ذكره أيتكين يلماز، وهو عضو سابق في تنظيم بي كي كي، وكتب كتابًا بعنوان "كانوا مجرد أطفال" عن سياسة البي كي كي في تجنيد الأطفال، فإن الجماعة الإرهابية جندت 20 ألف شخص دون سن 18 عامًا خلال الـ 35 عامًا الماضية.

وتتهم معظم الأسر التركية من أصول كردية المشاركة في الاعتصام حزب الشعوب الديمقراطي بأنه الجبهة السياسية للجماعة الإرهابية، والذي يسهل تجنيد الشباب والشابات من الأكراد.

وترى كور أن حزب الشعوب الديمقراطي يمكن أن يساعدهم على إعادة أطفالهم من معسكرات بي كي كي: "إذا أخبر الحزب تلك الجماعة الإرهابية أن الأمهات لا يتوقفن عن البكاء، وأنهن حزينات، فسيعيدون أطفالنا. الأمر متروك لحزب الشعوب الديمقراطي."

ومن بين ضحايا اختطاف الأبناء فايزة شيتينكايا وزوجها صاحب من ديار بكر اللذين فقدا ابنهما سليمان البالغ من العمر 17 عامًا منذ أسبوعين. 

وقال صاحب إن البطالة جعلت ابنه عرضة لفخ بي كي كي. ويضيف "لا يمكنك مقايضة طفلك بأي شيء. حتى لو وعدوا بإعطائك ديار بكر كلها، فلن تتخلى عن ابنك ".

ويرى هاجي رفعت يلماز، وهو رجل أعمال من أصل كردي وأحد مواطني ديار بكر، وعضو في مجلس تطوير الأعمال التركي الأمريكي، أن الاعتصام تمرد داخلي على حزب الشعوب الديمقراطي وتنظيم بي كي كي.  

وقال يلماز: "إنه تمرد داخلي. العائلات الآن ترفع صوتها علنًا ضد بي كي كي، قائلة لقد خطفتم وقتلتم أطفالنا". 

شوكت ألتنطاش ضحية أخرى من ضحايا اختطاف الأبناء، إذ اختطف بي كي  كي ابنه "مسلم" في 2 تشرين الأول/ أكتوبر 2015. وكان مسلم في طريقه للانضمام إلى وحدته العسكرية في شرق تركيا.

ويشعر ألتنطاش بالغضب من  سياسيي حزب الشعوب الديمقراطي؛ لأنهم وعدوه بإطلاق سراح مسلم قريبًا، لكنه اكتشف أنها كانت وعودا فارغة. 

وقال ألتينطاس لتي ري تي وورلد: "أنا كردي، ومن يقسون عليّ هم أكراد أيضا، مضيفًا أن تنظيم بي كي كي قام بغسيل دماغ المراهقين والشباب العاطلين عن العمل من أجل قبول الجوانب المتطرفة للإيديولوجية الماركسية اللينينية.

وعلى الرغم من المصاعب التي تواجه من أجل إنقاذ ابنه من قبضة البي كي كي، فإن ألتنطاش ما يزال متفائلا، وقال: "كل هذا سينتهي في مرحلة ما."

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!