محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

مع أن السياسة تُمارس في البلدان المختلفة، وحتى في قارات بمجملها إلا أن الساسة على اختلاف مدارسهم وتوجهاتهم يبدون أحيانًا سلوكيات متشابهة. 

عندما يواجه المرء مثل هذه الحالات لا يدري ما هو الصواب، الضحك أم البكاء؟ 

بولتون وداود أوغلو

على سبيل المثال، الأسبوع الماضي كان مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، الذي عُزل أو استقال من منصبه، على مانشيتات وسائل الإعلام. 

وفي بلدنا أيضًا كان جميع المشاركين في البرامج النقاشية على الشاشات يتحدثون عن الاستقالة التي قدمها رئيس الوزراء الأسبق رئيس حزب العدالة والتنمية السابق أحمد داود أوغلو من أجل تجنب فصله من الحزب. 

هل هو عزل أم استقالة؟

في الحقيقة، ما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن بولتون يجرح المشاعر. فقد وصف ترامب مستشاره بأنه "ليس لامع الذكاء" وأقدم على خطوات خاطئة في العديد من القضاايا، مضيفًا "لقد عزلته من منصبه".

أما بولتون فقال: "كنت قد أبلغت الرئيس أنني أعتزم الاستقالة"، لينفي صحة ما قاله ترامب. 

الصقر بولتون

من بين ما يقال في حق بولتون أنه دفع الرئيس الأسبق جورج بوش إلى التدخل العسكري في العراق، ما كلف الولايات المتحدة تريليونات الدولارات. 

ومن المعروف عن بولتون أنه من صقور الإدارة الأمريكية وهدد بالتدخل العسكري في الكثير من البلدان بدءًا من إيران وحتى فنزويلا. ولا بد أن نبأ عزله قُوبل بالسرور في الكثير من البلدان. 

استقالة على عجل

من الواضح أن أحمد داود أوغلو كان في طريقه للفصل من الحزب لو لم يقدم استقالته. أما ما يجعله شبيهًا ببولتون فهو ناجم عن موقفه الصلب تجاه سوريا. 

فعندما ثار الشعب السوري على نظام الأسد قال داود أوغلو "خلال شهرين سوف نصلي في الجامع الأموي بدمشق".

هذا التصريح دفع البعض للقول إن داود أوغلو جر تركيا إلى المستنقع السوري، وإنه تسبب بوجود ملايين السوريين اللاجئين في تركيا. 

من القضايا التي دارت الأحاديث حولها سعي داود أوغلو، عندما كان رئيسًا للحكومة، إلى تحييد أردوغان وإقامة حوار مباشر مع الزعماء الغربيين. 

التوقعات

بالنتيجة، ينتظر الشارع الأمريكي أن يصدر جون بولتون كتابًا ينشر فيه الغسيل القذر للرئيس ترامب.

أما المعارضة في بلادنا فلم تحدد موقفها بعد في الاختيار ما بين أحمد داود أوغلو أو علي باباجان.

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس