ترك برس 

فيما لم يصدر حتى الآن تعليق رسمي إسرائيلي على قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا، عبرت تحليلات إسرئيلية عن صدمة تل أبيب من القرار واصفة إياه بأنه خيانة لحلفاء الولايات المتحدة، وانتصار للتحالف التركي الروسي الإيراني. 

وكتب نفتالي بينيت وير التعليم السابق، ورئيس قائمة "يميناه" في تغريدة على موقع تويتر: "إن العبرة التي نأخذها من الانسحاب الأمريكي بسيطة: إسرائيل ستدافع عن نفسها بنفسها. الدولة اليهودية لن تضع مصيرها في يد دولة أخرى، بما في ذلك صديقنا الولايات المتحدة".

من جانبه دعا الوير السابق وعضو الكنيست الحالي عن قائمة "أزرق أبيض" يائير لبيد، إلى فرض عقوبات على تركيا، وتعليق عضويتها في حلف شمال الأطلسي إذا هاجمت شمالي سورية.

وكتب في تغريدة على تويتر إنه يرحب بتهديدات ترامب لتركيا، وزعم أن "العالم الحر ملتزم تجاه الأكراد الذين قادوا الصراع ضد داعش بثمن باهظ".

وفي موقع والا الإخباري، كتب المحلل السياسي، أورن نهاري: "إن خيانة الأكراد جاءت بعد أن تخلت الولايات المتحدة عن المملكة العربية السعودية بعد الهجوم الإيراني، إذ لم تدعم واشنطن حليفها القديم الذي اشترى منها للتو أسلحة بقيمة 800 مليار دولار".

وأضاف أن إسرائيل ما تزال تعلق آمالها على الولايات المتحدة، من أسلحة ودعم اقتصادي ومساعدات واستخدام الفيتو في مجلس الأمن. يعرف العالم بأسره أن لدينا دعمًا، أصبح بمثابة تضامن كامل لإسرائيل مع الحزب الجمهوري والعكس. وكان الافتراض أن ترامب لن يتخلى أبدا عن إسرائيل.

وتساءل نهاري ماذا يعني التحالف الدفاعي بين واشنطن وتل أبيب الذي كثر الحديث عنه قبل الانتخابات الإسرائيلية. وهل يعترف ترامب بهذا التحالف أو يتجاهله؟ وإذا هاجمت إيران إسرائيل بصواريخ كروز، وهو سيناريو يتحدث عنه رئيس الوزراء الآن، فهل سنحصل على رد الفعل الذي تلقته السعودية؟ أسئلة كبيرة وليست هينة، على حد قوله.

وقال نهاري إن جميع حلفاء الولايات المتحدة، من المملكة المتحدة وأوروبا الغربية مرورا بآسيا إلى الشرق الأوسط، قد انزعجوا من السياسة الأمريكية لسنوات، وتحول ذلك القلق اليوم إلى كابوس.

وختم المحلل الإسرائيلي بأنه عندما تنسحب الولايات المتحدة من العالم، تاركة المفاتيح على الطاولة للمستأجر التالي الذي قد كون بوتين، على سبيل المثال، فإنها تتخلى عن مسؤوليتها. وسيتضح لها في في المستقبل القريب أن مصالحها أنها ستعاني كثيرًا إذا لم تحدد بنفسها القواعد في العالم.

وفي صحيفة كالكاليست اعتبر دورون بساقين، أن الانسحاب الأمريكي الذي بدأ اليوم ينظر إليه في الشرق الأوسط بوصفه دليلا على أن الولايات المتحدة لا تريد التدخل العسكري في النزاعات الإقليمية، ومن ثم لا يمكن الوثوق بوعودها. 

وكتب أن: "انسحاب القوات الأمريكية من سوريا يعد نجاحًا آخر لمحور موسكو - طهران - أنقرة، الذي أخذ زمام المبادرة لتشكيل وجه سوريا وحدودها بعد الحرب. وما يحدث على الحدود السورية التركية سيكون له على المدى البعيد تأثير فيما سيحدث على الحدود السورية الإسرائيلية.

وأضاف أن الاستياء من الولايات المتحدة تردد أخيرا من الحليف السعودي، بعد أن امتنع الأمريكيون عن الرد عسكريًا على إيران بعد الهجوم غير المسبوق على منشآت أرامكو النفطية في شرقي المملكة.

وزعم أنه إزاء الانسحاب الأمريكي من سوريا كثفت تركيا وروسيا وإيران تنسيقها لتسوية الأمور. صحيح أن لكل دولة مصالح مختلفة في سوريا، ولكن ما يوحدها في الوقت الحالي هو الرغبة في إيذاء المصلحة الأمريكية وإحراج واشنطن.

وفيما يتعلق بتأثير إقامة المنطقة الأمنية في شمال سوريا على إسرائيل، لفت المحلل الإسرائيلي إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقترح في السابق نشر قوات روسية على الحدود الجديدة المزمع إنشاؤها بين سوريا وتركيا. وهو النموذج الذي يتحدث عنه بوتين في سياق الحدود السورية الإسرائيلية.

وأردف أن نجاح نموذج المنطقة العازلة التركية على السورية التركية يمكن أن يعزز الحجة الروسية بشأن إسرائيل.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!