ترك برس 

وصلت عملية نبع السلام إلى الطريق السريع الاستراتيجي M4 الذي يربط شمال شرق سوريا ببقية البلاد والتي أصبحت مركز الثقل بين تل أبيض ورأس العين.

ووفقا للمحلل الأمني، متين غورجان، فإن عملية نبع السلام لن تمتد جنوب الطريق السريع M4 أو باتجاه منطقة الحسكة - القامشلي في الشرق، والأرجح أن يتجه الجيش التركي غربًا إلى خط كوباني - منبج.

ويرى غورجان، في تحليل نشره موقع المونيتور، أن هناك أربع جبهات لعملية نبع السلام: الأولى هي الجبهة العسكرية على الأرض، وخاصة التطورات التي تتكشف في مستطيل تل أبيض رأس العين. الثاني هو جبهة المراقبة الخارجية التي تعني أن تصورات الملايين الذين يراقبون العملية في الولايات المتحدة والدول الأوروبية مهمة. ثالثًا، الجبهة الدبلوماسية التي تشكلت أساسًا من خلال التفضيلات الإستراتيجية للعواصم التي لها حصص في شمال شرق سوريا مثل دمشق وواشنطن وموسكو وطهران والقدس والعواصم الأوروبية وبغداد وإربيل. الرابع هو الجبهة السياسية الداخلية في تركيا.

ويلفت غورجان إلى أن الفعالية العملياتية للجيش التركي وحلفائه في الجيش الوطني السوري وحدها لن تكون كافية لتحقيق أنقرة النتائج المرجوة.

وأوضح أن الجهود الدبلوماسية والإجراءات التي تتخذها الجهات الفاعلة الأخرى التي لها حصص في سوريا سيكون لها تأثير على النتائج. والأهم من ذلك، فإن حرب الدعاية المستمرة لكسب قلوب وعقول الرأي العام الأمريكي والأوروبي ستكون حاسمة.

وفي هذا السياق، يتعين على أنقرة أن تحقق نصرًا عسكريًا في هذا المجال، ونجاحًا دبلوماسيًا كبيرًا على الطاولة ونصرًا بصريًا في عيون الرأي العام الغربي. لكن اعتماد تركيا على البراعة العسكرية لتحقيق النصر في ساحة المعركة يخاطر بفقدان حرب المتابعة الخارجية.

ويحدد غورجان الصورة الحالية لجبهات العملية على النحو التالي:

محور تل أبيض - رأس العين - الطريق السريع M4

وهو المحور الرئيس للعملية. ويوجد في هذه المنطقة حاليا نحو 6000 جندي تركي و2000 مقاتل من الجيش الوطني السوري يسعون إلى تعزيز سيطرتهم ومحاولة التوسع في القطاع الغربي. الآن أصبح وسط مدينة رأس العين تحت السيطرة الكاملة. يخضع مركز مدينة تل أبيض تقريبًا لسيطرة الجيش التركي.

وبحسب غورجان فإن وصول قوات الجيش السوري الوطني إلى الطريق السريع M4، وتأخر وصول الجيش التركي إلى هناك  يدل على أن أنقرة ليست في عجلة من أمرها للتوسع جنوبًا.

ورأى أن من السابق لأوانه معرفة هل سيعبر الجيش التركي الطريق السريع M4 قبل أن تسيطر تركيا بالكامل على هذا الطريق.

ويضيف أن تحليل تحركات القوات يشير إلى انها تتجه الآن إلى الغرب، ما يعني أن كوباني ومنبج سيكونان الهدفين التاليين. وتعد التقارير المتعلقة بسحب القوات الأمريكية من كوباني وبشأن نشر وحدات هندسية عسكرية لإقامة جسر عسكري لعبور الفرات مؤشرين واضحين على ميل أنقرة لتوسيع نطاق العملية لتشمل القطاع الغربي.

قطاع كوباني - منبج (القطاع الغربي)

 من المحتمل جدًا أن يكون هذا القطاع هو القطاع الثاني الذي يستهدفه الجيش التركي. يوجد حاليًا نحو 4000 مقاتل من الجيش الوطني السوري ولواء تركي في منطقة منبج في انتظار المشاركة والتوسع في الشرق. هدفهم الأول هو السيطرة على منبج، ثم عبور الفرات والاستيلاء على كوباني.

ويشير غورجان إلى أن أنقرة فتحت بالفعل جبهة في شمال شرق سوريا كأداة دبلوماسية قسرية حتى تكتسب قوة عند التفاوض مع الأمريكيين وستجلس الآن على طاولة المفاوضات بيد أقوى.

الجبهة الدبلوماسية

 يعد الاجتماع المزمع عقده في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر بين الرئيس رجب طيب أردوغان والرئيس دونالد ترامب في واشنطن علامة على وجود نوع من الاتفاق بين الزعيمين، لم يتم الكشف عن تفاصيله. ولكن توصل تنظيم "ي ب ك" إلى اتفاق مع نظام الأسد لن يدفع أنقرة إلى فتح جبهة جديدة ضد قوات الأسد.

وينقل غورجان عن مصادر رسمية تركية مطلعة أن "ي ب ك" يأمل في خلق وضع فوضوي قد يصطدم فيه الجنود الأتراك أو الجيش الوطني السوري مع الجنود الأمريكيين، و/ أو لفتح جبهة بين قوات الأسد والجيش التركي وخاصة في منبج.

ويوضح هذان الهدفان أن الجبهة الدبلوماسية ستكون أكثر صعوبة لإدارة أنقرة عندما يتعلق الأمر بالتحركات نحو القطاع الغربي.

جبهة البصريات/ الدعاية

هذه الجبهة تدور حول شرعية العملية في أعين المجتمع الدولي، وخاصة في العالم الغربي. ومن المفارقات أنه كلما حققت أنقرة المزيد من الإنجازات العسكرية على أرض الواقع، كلما فقدت أنقرة المزيد على هذه الجبهة.

ورأى غورجان أن قيام أفراد من الجيش الوطني السوري بتسجيل ومشاركة كل ما يفعلونه على وسائل التواصل الاجتماعي، أمر غير مفيد لشرعية العملية، وقد يؤدي إلى خسارة أنقرة لمعركة الدعاية. 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!