رؤوف تامر – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس

"مظلوم كوباني".. مطلوب بنشرة حمراء.  الرجل إرهابي وجنرال ودبلوماسي في آن معًا.. يجتمع ويتباحث مع زعماء العالم..

أرسنا مذكرة دبلوماسية إلى الولايات المتحدة:

- قلنا لهم: إذا دخل هذا الرجل أراضيكم فاعتقلوه وارسلوه إلى تركيا. 

لكن، بما أن المذكرة أرسلت على الملأ وسمع بها القاصي والداني، فإن من المؤكد أن الجنرال أيضًا علم بها، فهل يطأ أرض الولايات المتحدة؟ 

***

نعم، يمكنه التوجه إلى الولايات المتحدة لأنها "منطقة آمنة" تستقبل وتحتضن الجميع بلا استثناء سواء كانوا مطلوبين بنشرة حمراء أو زرقاء أو حتى خضراء..

لكن لحظة، الوضع مختلف نوعًا ما. فهناك جائزة بقيمة 5 ملايين ليرة تركية لمن يدلي بمعلومات تقود للقبض على هذا الجنرال.

أي أن ترامب سيقبض خمسة ملايين إذا سلمنا الجنرال. قد لا تعني الخمسة ملايين شيئًا لترامب، لكن من هنا ثلاثة ومن هناك خمسة تتراكم الملايين، وقطرة فوق قطرة بحر. 

***

هناك بعض المواضيع أود الحديث عنها باختصار

لماذا لم يقولوا خمسة أيام وإنما 120 ساعة في الاتفاق التركي الأمريكي، وكذلك 150 ساعة في الاتفاق التركي الروسي؟ 

هذا تعبير عن الحزم.. لأن الساعات والدقائق مصطلح يعبر عن الجدية. كما هو الحال بالنسبة لمباراة كرة السلة، هي 40 دقيقة لا يمكن إضافة ثانية واحدة عليها.

***

أريد لفت الانتباه إلى المادة الرابعة من النص المشترك لاتفاق سوتشي.. هناك كلمة لا بد من الإشارة إليها..

"الاتحاد الروسي سيسهل تطبق اتفاق أضنة". معنى كلمة "سيسهل" التي تشي بالتواضع قليلًا هو: "بوتين أخذ على عاتقه مهمة خاصة من أجل إقامة تواصل بين دمشق وأنقرة".

***

مرة أخرى لا تلتزم الولايات المتحدة وعودها.. هذه ليست مشكلة، بماذا وعدت هذه المرة؟ 

تقول الولايات المتحدة: "لم أتعهد بحماية الأكراد 400 سنة"، حتى لو أنها قدمت تعهدات، يمكنها التراجع عنها بعد 4 دقائق.

***

أخيرًا ظهر النور في نهاية النفق السوري. ستعود سوريا لأهلها وستجري فيها انتخابات. ستعترف تركيا بالحكومة المنتخبة بالتأكيد، ولكن نصف الناخبين فروا إلى الخارج للنجاة بأرواحهم. 

هل سيتمكن هؤلاء من الذهاب إلى صناديق الاقتراع؟ أم أن مؤيدي النظام الذين بقوا في سوريا سيعيدون انتخاب الأسد؟ لا شك أن ذلك سيصب في مصلحة البعض، فهو السبيل الوحيد للاعتراف رسميًّا بالأسد؟

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس