ترك برس

يرى خبراء ومحللون أن هناك أسباب وراء سعي نظام الأسد إلى تصوير ميليشيات ما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية - قسد"، التابعة لتنظيم "حزب العمال الكردستاني - PKK"، كجزء من قواته، في ظل التطورات شمالي سوريا.

القيادي العسكري في "الجيش الوطني السوري" المشارك في عملية "نبع السلام"، العقيد عماد شحود، شكك بإعلان النظام، واصفا إياه بـ"الحديث الإعلامي".

وقال شحود، في حديث مع صحيفة "عربي21" الإلكترونية، إن "هذه الدعوات تتزامن مع حديث النظام عن اشتباكات تخوضها قواته مع القوات التركية".

ونفى في هذا السياق ما تردد من أنباء عن اشتباكات ومواجهات بين قوات النظام والقوات التركية ومعها قوات الجيش الوطني السوري. 

وتساءل عن الأسباب التي تستدعي بقوات النظام إشعال النفط لتضليل الطيران التركي في ريف تل تمر بالحسكة، وعدم استخدام المضادات الجوية.

وقال إن "كل ما يتم الحديث عنه عن مشاركة قوات النظام في المعارك هو حديث الغرض منه التشويش"، مؤكدا بحكم تواجده في الجبهات، أن الاشتباكات تدور بين قوات "نبع السلام" و"قسد"، من دون أن تشارك فيها قوات النظام.

وبالعودة إلى دعوة النظام، اعتبر شحود أن "قسد تدرك أن انضمامها لقوات النظام سيفقدها كل مكاسبها، حيث سيقوم النظام بتوزيع عناصرها على القطعات العسكرية، وهو ما يعني ذوبانا تاما لتشكيلها العسكري، في تشكيلات النظام السوري".

وفي قراءته لدعوة النظام لـ"قسد"، قال الكاتب الصحفي، درويش خليفة، إن النظام يريد خلط الأوراق في منطقة شرق الفرات. وفق "عربي21".

وأضاف أن النظام تقصد توجيه الدعوة بالتزامن مع انعقاد أولى اجتماعات اللجنة الدستورية، لإغراق المسار السياسي بالتفاصيل، موضحا "النظام يريد التخلص من المطالب الكردية".

من جانب آخر، أشار خليفة إلى رغبة النظام بتدعيم قواته المنهارة جراء الحرب المستمرة ضد الشعب السوري، بضم "قسد" إليها، وتحديدا لخوض المعارك في الشمال السوري.

ورأى أنه في حال نجح النظام في ضم "قسد" واستيعابها في فيلق جديد، فإن المتوقع أن يكون هذا التشكيل رأس حربة النظام في تحركاته العسكرية ضد مناطق المعارضة في الشمال الشرقي، والشمال الغربي السوري.

بدوره، أكد الباحث بالشأن السوري، أحمد السعيد، أن النظام يسعى إلى تصوير "قسد" على أنها جزء من قواته، وذلك للتشويش على تطبيق اتفاق "سوتشي". 

وأوضح أن "تصوير الاشتباكات على أنها اشتباكات بين قوات النظام والقوات التركية، من شأنه أن يعطل تطبيق اتفاق سوتشي، لا سيما وأن ليس من مصلحة روسيا حدوث ذلك".

في الأثناء، أكدت مصادر محلية، انسحاب قوات النظام، الأربعاء، من جبهات المعارك في ريف تل تمر بمحافظة الحسكة شمال شرق سوريا، حيث تدور اشتباكات بين "قسد" وقوات "نبع السلام"، في قرية عنيق الهوى في ريف تل تمر.

وتوصل الزعيمان التركي والروسي إلى اتفاق جديد، يقضي ببقاء الوجود العسكري لعملية "نبع السلام" في المنطقة الممتدة بين بلدتي رأس العين وتل أبيض، وبعمق 32 كيلومترا تقريبا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!