كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

اتخذ مجلس النواب الأمريكي قرارًا بالاعتراف بأحداث عام 1915 على أنها "إبادة جماعية" للأرمن. سيسجل التاريخ أن القرار المذكور جاء انتقامًا من الولايات المتحدة من عملية نبع السلام. 

في الواقع، بهذا التصرف سيكون الابتزاز، الذي استخدموه كسيف ديموقليس على تركيا منذ أعوام، قد ذهب أدراج الرياح. خرجت هذه الرصاصة، التي كانوا يعتبرونها الأكثر فتكًا ضد تركيا، من السلاح، فما هي النتيجة؟

لن يكون أكثر من قرار باطل بالنسبة لتركيا. كان للتهديد بالاعتراف بـ "الإبادة الجماعية" قيمة وتأثير عندما كان ابتزازًا، أما مع تحوله إلى قرار، فهو سيفقد تأثيره سريعًا لأنه لا يستند إلى حقيقة تاريخية. 

كان هذا الابتزاز قد تحول إلى أمر مزعج بالنسبة لتركيا. مهما كانت الجهة التي ستصادق على هذا القرار، لن ترضخ تركيا للابتزاز الذي حوله الغرب إلى ضغط منهجي منذ حوالي مئة عام. 

أثبتت الولايات المتحدة أنها ليست "صديقة" لتركيا من خلال لعبها دور المدافع عن تنظيم "ي ب ك/ بي كي كي" الإرهابي. 

كشفت القوى المسيطرة في الولايات المتحدة عن نواياها بتأسيس دولة "ي ب ك/ بي كي كي" على حدودنا الجنوبية، وأظهرت أنها تقف موقف "العدو" من تركيا. 

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صرح قائلًا: "نخوض حربًا شبيهة بحرب الاستقلال لكن بأساليب مختلفة". أردوغان أشار بهذا التصريح إلى القوى التي تخوض تركيا حرب الاستقلال الجديدة هذه في مواجهتها. 

أي قوى أرادت تحويل تركيا إلى ما يشبه العراق وسوريا وليبيا؟ أهي التنظيمات الإرهابية؟ لا، فقد اتضح بكل جلاء أن التنظيمات مجرد مطايا. 

من وقف في مواجهة تركيا عندما أرادت القضاء على الإرهابيين؟ من هم الذين سعوا لإنقاذ الإرهابيين من مصيرهم المحتوم؟ يكفينا النظر إلى هذه المسألة من أجل التمييز بين الصديق والعدو. 

قرار مجلس النواب الأمريكي لا يُضعف تركيا ولن يجعلها تنهار. كل ما في الأمر هو أنه يساعد على إفشال الابتزاز المستمر منذ مئة عام. 

كما أن القرار سيؤدي، على صعيد العلاقات بين البلدين، إلى نهاية كذبة "الصداقة الاسترتيجية"، وتأسيس علاقات أكثر واقعية وعقلانية عوضًا عنها. 

بالنتيجة، يخسر من يسعون بكل الطرق إلى وضع تركيا في خانة الخاسرين، الواحد تلو الآخر. التاريخ يسير في هذا الاتجاه. 

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس