عبد القادر سلفي – صحيفة حريت – ترجمة وتحرير ترك برس

أنهى الوفدان التركي والروسي الجولة الثانية من مباحثاتهما حول سوريا، وعاد الروس إلى بلادهم. ستتواصل المباحثات لأن هناك آليات يجب تأسيسها بين البلدين. 

علمت من مصادري أن الجولة الثانية من المباحثات تناولت التخطيط للدوريات المشتركة. كانت هناك نقطة عالقة بشأن ما إذا كانت الدوريات ستتدخل في حال وجود عنصر إرهابي أثناء جولة الدورية.

كانت تركيا ترى ضرورة التدخل من أجل تحييد العناصر الإرهابية، بيد أن الجانب الروسي كان لديه بعض الاعتراضات. 

تمكن الجانبان من حل هذه المسألة العالقة. في حال رصد عناصر إرهابية سيتم تحييدها، لكن كيف ستكون طريقة التحييد؟ هذا ما لم أتمكن من الحصول على معلومات بشأنه. 

هناك آليتان يجب تأسيسهما بين تركيا وروسيا.

1- تأسيس المركز المشترك للمراقبة والتأكيد 

2- نقاط المراقبة

اجتمع الوفدان التركي والروسي مرتين، لكنهما لم يتوصلا بعد إلى تفاهم بخصوص النقطتين المذكورتين. مصادري ذكرت لي أن الجانب الروسي عين ضابطًا في قاعدة حميميم، ومن جهتنا عينا ضابطًا في مدينة أقجة قلعة من أجل حل المسائل العسكرية. 

لكن هذا لا يعني أنه تم تأسيس المركز المشترك للمراقبة والتأكيد، وإنما هو حل مؤقت إلى حين تأسيس المركز. 

ماذا تريد تركيا؟

من الواضح أن الجانبين وصلا حديثًا مرحلة التفاوض حول نقاط المراقبة. تريد تركيا تأسيس 12-13 نقطة مراقبة، أما روسيا فلم تكشف عن وجهة نظرها في هذا الخصوص بعد.

كما أن طبيعة نقاط المراقبة مسألة هامة. تريد تركيا أن تكون نقاط المراقبة هذه قادرة على تنفيذ عمليات عسكرية، على عكس نقاط المراقبة في إدلب. 

هناك اتفاق على إنشاء تركيا نقاط مراقبة في المناطق المشمولة باتفاقية سوتشي. لكن لم يُتخذ قرار بعد بشأن موقع وطبيعة نقاط المراقبة. ستكون هذه القضايا موادًّا هامة على جدول أعمال المباحثات القادمة. 

ما وردني من معلومات يشير إلى أن المفاوضات مع روسيا تسير بشكل إيجابي، لكن هذا لا يعني أن كل شيء يسير على خير ما يرام. 

تشكل نوع من الثقة لدى الجانب التركي في المفاوضات مع نظيره الروسي. تم اختبار هذه العلاقة في مسار أستانة وأثناء عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون، وفي اتفاق سوتشي. 

يلعب الحوار بين أردوغان وبوتين دورًا كبيرًا في هذا النجاح. فالزعيمان ينجزان ما يعدان به من جهة، وهما مسيطران على الدولة في بلديهما، وهذا ما لا يندرج على ترامب، الذي يسعى للنجاة بنفسه من محاولات عزله. 

بل إن أردوغان قال: "يجري تطبيق القرارات التي نتخذها مع بوتين بسرعة، لكن الأمر نفسه لا يتحقق مع ترامب، الذي يقدم الوعود لكن لا نحصل على نتيجة. ليس مؤكدًا أن يحقق ترامب الوعود التي يقطعها". 

عن الكاتب

عبد القادر سلفي

كاتب في صحيفة حرييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس