ترك برس 

اعتبر محللون سياسيون أن وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تركيا بالحليف الاستراتيجي وحديثه عن الأمل في حل الخلافات مع تركيا بشأن صواريخ أس 400، يكشف إدراكه لفشل سياسة العصا في إجبار تركيا على التراجع عن المنظومة الروسية، وأنه بات يفضل اتباع سياسة الجزرة. 

و قال حسين ألبتكين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة إسطنبول، والباحث في مركز SETA للدراسات والبحوث السياسية والاقتصادية، إن حقيقة أن اجتماع ترامب وأردوغان عقد في وقت بلغت  فيه المشاعر المعادية لتركيا ذروتها في الكونغرس والإعلام الأمريكي، وفي ظل وجود ضغط هائل على ترامب لفرض عقوبات على تركيا، تعني أن الاجتماع مع ترامب كان نجاحًا بحد ذاته". 

بدوره رأى الدكتور هاشم توركر، المنسق الأكاديمي في مركز البوسفور للدراسات الآسيوية في أنقرة، أن إدارة ترامب حاولت حل مشكلة منظومة الصواريخ S-400 من خلال تهديد وابتزاز تركيا، ولكن يبدو أن الأمر لم ينجح. 

وأضاف توركر في حديث لإذاعة سبوتنيك أن ترامب الذي بات يدرك جيدًا أن سياسة العصا لم تنجح ، يفضل حاليا سياسة الجزرة، مشيرا في هذا السياق إلى حديث ترامب عن رفع حجم التجارة بين البلدين إلى 100 مليار دولار. 

من جانبه اعتبر البروفسور مسعود كاشين، مستشار السياسة الخارجية للرئيس أردوغان أن الاجتماع جرى في توقيت بالغ الأهمية، معربًا عن اعتقاده بأنه بدأ حقبة جديدة في العلاقات بين البلدين. 

لكن كاشين لفت إلى ازدياد الضغط في مجلس الشيوخ لفرض حظر اقتصادي وحظر عسكري على تزويد تركيا بمقاتلات إف 35، مضيفًا أن تركيا قد تحتاج إلى البحث عن بدائل.

وأوضح بالقول: "قد تفكر تركيا في خيار الإنتاج المشترك لطائرات Su-57، أو شراء طائرات Su-35 ما لم تبع الولايات المتحدة  طائرات حربية من طراز F35، وهو ما سيؤدي إلى إضعاف التحالف الغربي، كما صرح بذلك قادة الناتو". 

و أشار كاشين إلى أن تركيا ستواصل تعاونها مع الولايات المتحدة، لكنها لن تتنازل عن مصالحها الأمنية. 

ورأى أن أهم نتيجة لهذه القمة هي أن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي، وتريد مواصلة التعاون مع الولايات المتحدة، لكنها وعلى عكس حقبة الحرب الباردة، أظهرت تركيا العزم في استمرار التعاون العسكري والاقتصادي مع روسيا. 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!