فرج كُندي - خاص ترك برس

في أواسط سنة 1953 ميلادية اجتمع مجلس الوزراء ليقرر تكوين جيش ليبي مهني مهمته الدفاع عن تراب الوطن ويحافظ على استقلال الدولة الناشئة، كما تقرر فتح  مدرسة عسكرية تشرف على تدريب هذا الجيش في مدينة الزاوية الغربية لتخريج ضباط ليبيين مهمتهم العمل في الجيش الليبي، وتقرر الاستفادة من الاتفاقية العسكرية المبرمة مع بريطانيا التي تنص على قيام بريطانيا بمساعدة ليبيا على تكوين جيش ليبي، وكانت هذه الاتفاقية تنص على إيفاد بعثة عسكرية بريطانية مهمتها التدريس والتدريب للشباب الليبيين لإعدادهم كلبنة لجيش مهني يحمي البلاد ويدافع عن استقلالها ووحدة أراضيها.

إلا أن هذه الخطوة واجهت صعوبة كبيرة في وجود أعمار شبابية تحمل شهادات متوسطة ترغب في الانخراط  في صفوف الجيش، أو الدخول إلى الحياة العسكرية، الأمر الذي دفع بالحكومة إلى الإعلان عن فتح المدرسة العسكرية مع الإعلان عن تقديم إغراءات وامتيازات مادية مجزية لمن يلتحق بالمدرسة العسكرية الواعدة.

وهو ما عجل بالافتتاح وساهم في التحاق أكثر من – مائة وخمسين – شابًا من كافة أنحاء ليبيا، فكانت بداية مشجعة كمًا ونوعًا.

كما تقرر أن يلتحق بهذه المدرسة كل شاب سبق له العمل تحت راية الجيش السنوي الذي تم تشكيله في مصر تحت قيادة الأمير- إدريس - آنذاك في أثناء الحرب العالمية الثانية والذي دخل مع قوات الحلفاء بعد هزيمة دول المحور وخروج قوات الغزو الإيطالية من ليبيا.

ولتعزيز قدرات هذا الجيش قرر مجلس الوزراء إيفاد وزير الدفاع  السيد - علي الجربي – إلى دولة تركيا التي تربطها علاقات جيدة مع ليبيا في أثناء حكومة – عدنان مندريز -  لترشيح  ضباطًا من أصول ليبية مؤهلين وقادرين على تولى تدريب هذا الجيش والإشراف عليه، وفعلًا جاء الضباط وعلى رأسهم اللواء – عمران الجادرة – واستلموا قيادة الجيش واستمرت عملية التجنيد والتحاق الشباب الليبي بالمؤسسة العسكرية الوليدة، وحين رأت الحكومة الليبية عدم قدرة هؤلاء الضباط على تأهيل الجيش الليبي بالصورة المطلوبة قررت الاستغناء عنهم، والاتصال بالحكومة العراقية والاتفاق معها على إرسال مجموعة من ضباط الجيش العراقي المؤهلين للمساهمة في استكمال مشروع عملية تكوين جيش ليبي بقيادة عسكرية محترفة. اللواء – الجنابي - وشرعت في استكمال بناء الجيش الليبي الذي بدأ تعداده في الازدياد سنويًا، وذلك ناتج عن رغبة وإصرار حكومييين وإقبال شبابي متزايد على الالتحاق بهذا الجيش. ثم بادرت وزارة الدفاع عقب قرار مجلس الوزراء بإرسال الشباب الليبي للدراسة  والتدريب في الكليات العسكرية المصرية والعراقية وإلى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.

كما طُعّم الجيش بقيادات عسكرية كانت أصلًا في صفوف الجيش السنوسي في أثناء الحرب العالمية الثانية؛ منهم السنوسي لطيوش ونوري الصديق وإدريس العيساوي وجبريل صالح وغيرهم. من القيادات العسكرية التي كانت على رأس قطاعات الجيش الليبي حتى قيام مجموعة من الضباط ذوي الرتب الصغيرة في أيلول/ سبتمبر 1969 ميلادية بالانقلاب.

وفعلًا وصلت البعثة العسكرية من دولة العراق الشقيقة يرأسها العسكري الذي أطاح بالنظام الملكي وجاء بما عرف في تاريخ ليبيا بحركة الضباط الوحدويين الأحرار بقيادة الملازم أول معمر القذافي.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس