ترك برس 

في خضم الخلاف التركي الأمريكي بسبب صفقة S-400 ودعم الولايات المتحدة لليونان وقبرص في نزاعهما مع تركيا حول التنقيب عن النفط والغاز، يرى مراقبون أتراك أن أنقرة لا يمكنها الاعتماد على حلف الناتو وحده، وأنها في حاجة إلى تعزيز التعاون العسكري مع موسكو في ضوء ضغوط العقوبات المتزايدة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ورأى المؤرخ وأستاذ العلوم السياسية في جامعة إسطنبول، محمد بيرنشيك، أن موسكو وأنقرة في حاجة إلى زيادة التعاون الثنائي في شرق البحر المتوسط.

وأضاف في حديث لإذاعة سبوتنيك أنه في ظل ضغوط العقوبات الحالية من الغرب، يتعين على تركيا وروسيا زيادة التعاون بينهما. 

وأوضح أن "الولايات المتحدة تهدد كلًا من تركيا وروسيا في شرق البحر المتوسط ​​والبحر الأسود، من خلال قبرص وشبه جزيرة القرم. ويمكن للبلدين اتخاذ خطوات حاسمة فيما يتعلق بقضية قبرص وشبه جزيرة القرم، وبالتالي الرد على سياسة الاحتواء الأمريكية".

ووفقًا للمؤرخ التركي، فإن التعاون الدفاعي التركي الروسي قد اكتسب أهمية جديدة أيضًا، ففي حالة حدوث صراع، قد لا تتمكن أنقرة من اللجوء إلى استخدام التقنيات العسكرية وأنظمة الدفاع التابعة لحلف الناتو بالنظر إلى التهديدات المستمرة من الغرب.

وبيّن أن تركيا تحتاج إلى أنظمة وتقنيات عسكرية مستقلة عن الناتو. لذا، فإن شراء صواريخ S-400 يعد خطوة مهمة للغاية، وإن كان من المثالي أن تبدأ تركيا إنتاجها الخاص. 

من جانبه لفت البروفسور مسعود كاشين، مستشار السياسة الخارجية للرئيس أردوغان، إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يحاولان منع أنقرة وجمهورية شمال قبرص التركية من ممارسة حقوقهما الطبيعية في شرق المتوسط​​، مضيفًا أن هذه المحاولات تتعارض مع القوانين الدولية والبحرية.

وأكد كاشين أن تركيا تعارض بشدة هذه السياسة، مشيرًا إلى حديث الرئيس أردوغان المتكرر عن أن "تركيا لن تتخلى عن مصالحها في المنطقة، وستمضي قدما في عمليات التنقيب البحرية بالقرب من قبرص".

وأشار كاشين إلى أنه من خلال إجراء مناورات عسكرية منتظمة بين اليونان وقبرص الرومية والولايات المتحدة تهدف إلى تخويف تركيا وممارسة الضغط النفسي على أنقرة، فإن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وجنوب قبرص واليونان يدفعون المنطقة إلى الفوضى وعدم الاستقرار.

واعتبر أن إجراء تركيا ثلاث تدريبات بحرية كبرى "يُظهر أنها لن تتخلى عن حقوقها في المنطقة الاقتصادية الخاصة والجرف القاري، ويمكنها الانتقال، إذا تطلب الأمر من القوة الناعمة إلى القوة العسكرية".

وقال كاشين: "إن قرار واشنطن رفع حظر الأسلحة عن جنوب قبرص ووجود سلاح الجو الملكي البريطاني في الجزيرة منذ مدة طويلة، يشير إلى أن مثل هذه الأعمال ليست موجهة ضد تركيا فحسب، بل ضد روسيا أيضًا". 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!