ترك برس

أشار تقرير في صحيفة الشرق القطرية إلى أن رجال الأعمال القطريين يتطلعون للفرص الاقتصادية التركية، وأن الزراعة والصناعة من القطاعات الواعدة للاستثمار المشترك بين البلدين.

وقالت الصحيفة إن علاقات التعاون التجاري القطرية التركية شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورا متسارعا، بفضل التعاون الكبير بين قطاعات الأعمال في البلدين، ما أسهم في ارتفاع حجم التبادل التجاري بين الدوحة وأنقرة بـ 85%، حيث قدر في عام 2017 بـ 4.7 مليار ريال، ليصل العام الماضي إلى نحو 8.7 مليار ريال قطري. 

كما بلغت الصادرات التركية إلى قطر 1.362 مليار دولار، ووردت الدوحة إلى انقرة بـ1.53 مليار دولار، في الوقت الذي سجل فيه التبادل التجاري لغاية سبتمبر الماضي 838 مليون دولار.

وبحسب الصحيفة، تعد الرغبة الشديدة لرجال الأعمال القطريين من أهم عوامل النهوض بالتعاون التجاري بين البلدين، حيث تعتبر تركيا من أكثر الدول جاذبية للقطاع الخاص في قطر، بعد أن تمكنوا خلال السنوات القليلة الماضية من دخول السوق التركي في مختلف القطاعات، بما فيها السياحة التي يميزها إقبال كبير من طرف المستثمرين القطريين الذين يقبلون على اقتناء الفنادق والمنتجعات والعقار بتركيا بشكل كبير، حيث تم شراء 764 عقاراً في إسطنبول وباقي المدن التركية خلال الفترة الماضية، بينما سجل ذات القطاع قفزة مميزة من طرف أصحاب المال القطريين حيث ارتفعت الاستثمارات بنسبة 69% مقارنة بما كانت عليه في 2018، حيث تم تمليك 332 عقاراً لرجال الأعمال القطريين، مع توقعات ببلوغها 100 % إلى غاية نهاية العام الجاري أي ما يعادل حوالي 1500 عقار بمختلف أنواعه.

ووفقا لوزارة السياحة التركية، فإن إسطنبول استقبلت العام الماضي حوالي ثمانين ألف سائح قطري، من بينهم ثلاثة آلاف عائلة، متوقعة أن يزيد عدد العام الحالي عن مائة ألف سائح، خاصة مع إطلاق مطار إسطنبول الجديد وزيادة عدد الرحلات بين البلدين.

وتبين آخر الإحصائيات أن الاهتمام القطري بالاستثمار في تركيا، انعكس حتى على الشركات التركية التي ولجت هي الأخرى عالم الأعمال في قطر، من خلال أكثر 450 شركة تركية تعمل حاليا في السوق القطري بالشراكة مع شركات قطرية في مختلف القطاعات الاقتصادية. 

كما يزيد حجم المشروعات التي نفذتها شركات تركية في قطر خلال السنوات الأخيرة عن 130 مشروعاً بقيمة إجمالية تتجاوز 15 مليار دولار امريكي، في الوقت الذي ينشط فيه أكثر من 130 شركة قطرية في السوق التركي.

وتعد الزراعة واحدة من أكثر القطاعات التي تتعاون فيها قطر وتركيا، حيث تعمل دائما على توسيع استثماراتها الزراعية في تركيا من خلال مجموعة من الاستثمارات في ثورة شركة حصاد الغذائية التي اطلقت استثمارات بقيمة 650 مليون دولار في مجال الزراعة والثروة الحيوانية، ناهيك عن التقارير الكثيرة التي كشفت مؤخراً عن سعي الجانبين القطري والتركي إلى تأسيس شركة متكاملة لدعم الإنتاج الزراعي واستقطاب أفضل الممارسات والتقنيات لدعم قطاع الزراعة محليًا، والتي سوف تسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي لقطر، مبينة أن المفاوضات ما زالت سارية بين الجانبين وسوف يتم الإفصاح عن هذا المشروع خلال الفترة القادمة، بعد اكتمال المناقشات الرئيسية حول التأسيس وطريقة عملها، خاصة وأنه من المقترح افتتاح مكتب تمثيلي للشركة في إحدى المناطق التركية.

ومن المنتظر أن تشهد المرحلة المقبلة تضاعف العلاقات التجارية والاقتصادية بين كل من قطر وتركيا، وذلك بفضل المجهودات المبذولة من الطرفين والتسهيلات الكبيرة التي تقدمها السلطات في تركيا للمستثمرين القطريين، مع التركيز على تضافر الجهود لبلوغ ذلك عن طريق مشاركة الشركات القطرية في المعارض التي تنظم في قطر حيث شهد معرض إكسبو تركيا في قطر 2019 في نسخته الثالثة، مشاركة 120 شركة تركية تمثل مختلف القطاعات، ما أدى إلى توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية بين العديد من الشركات الخاصة الممثلة لكلا الطرفين، تمهيدا لخلق المزيد من الشراكات في الفترة القادمة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!