ترك برس

رأى سعيد الحاج، الباحث في الشؤون التركية، أن انعقاد اجتماعات الدورة الخامسة من اللجنة الإستراتيجية العليا بين قطر وتركيا، في الدوحة، يأتي في وقت مهم بالمنطقة.

وقال إن قطر وتركيا تحتفظان بعلاقات جيدة ومتميزة مع بعضهما البعض، حيث إن هذه العلاقات تحكمها بطبيعة الحال أطر إستراتيجية عليا، مشيرا إلى أن أنقرة وسعت علاقاتها مع الدوحة في السنوات الماضية، كما وسعت علاقاتها مع مختلف دول المنطقة.

وأوضح الحاج في تصريحات لصحيفة الشرق القطرية بمناسبة زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الدوحة، أن العلاقات القطرية التركية أكثر من وطيدة في كافة القطاعات ومختلف المجالات. 

ونوه إلى أن الدورات الأربع الماضية شهدت التوقيع على الكثير من الاتفاقيات الهامة. وخلال الدورة الخامسة من اجتماعات اللجنة العليا تم التوقيع على اتفاقيات جديدة بين الجانبين. وهذا يدل على تنامي وقوة العلاقات بين الدوحة وأنقرة.

وأضاف أن قطر وتركيا طورتا علاقاتهما في السنوات الأخيرة ووصلتا بها إلى المستويات الإستراتيجية، بل يمكن القول إنه تحالف استراتيجي، لا سيما وأن البلدين متفقان في الرؤى تجاه كافة قضايا المنطقة، ومنها على سبيل المثال القضية الفلسطينية، والأزمة السورية، ومختلف بلدان الربيع العربي.

وقال إن الدوحة وأنقرة أثبتتا في السنوات الماضية خلال محطات مهمة وحساسة أنهما يقفان إلى جوار بعضهما بشكل حقيقي، ومثلا وقوف أنقرة إلى جانب الدوحة خلال الأزمة الخليجية، وفي المقابل وقوف قطر إلى جانب تركيا في مواجهة المحاولة الانقلابية الفاشلة في صيف 2016. 

وأيضا دعم الاقتصاد التركي باستثمارات مالية ضخمة لمواجهة أزمة الليرة التركية. وهناك الكثير من المواقف بين البلدين، حيث يدعمان بعضهما البعض في كافة القضايا.

وأكد الحاج أن اجتماع اللجنة الإستراتيجية العليا في دورتها الخامسة يقدم رسائل للطرفين حول قوة العلاقات، كما أنه يقدم رسائل لأطراف أخرى بأن العلاقات القطرية التركية ماضية في طريقها الصحيح، لاسيما في ظل تطورات إقليمية ومنها مثلا الحديث عن قمة إسلامية خماسية ستكون تركيا مشاركة فيها إلى جانب بعض الدول الإسلامية كماليزيا وباكستان وإندونيسيا. 

وبالتالي فإن هناك استشرافا بأن المنظومات القائمة ومنها منظمة التعاون الإسلامي لن تؤدي لنتائج على قدر قضايا الأمة الإسلامية. وعلى هذا الأساس كانت هناك أهمية لتفعيل التعاون بين هذه الدول المتقاربة وهو ما من شأنه يمكن أن يؤدي إلى إيجاد حلول للقضايا الإسلامية بشكل واضح.

ونبه إلى أن انعقاد اللجنة المشتركة في الدوحة يأتي في وقت مهم، خاصة ما تشهده المنطقة من تطورات، حيث إنها تشهد حضور قيادتي البلدين، علاوة على ما أسفرت عنه من اتفاقيات ومباحثات شاملة تضم كافة الملفات والقضايا، مشيرا إلى أن أي تحولات في المنطقة وسياساتها لن يكون على حساب العلاقات القطرية التركية وما حققته من نتائج خلال السنوات الماضية.

وتتميز العلاقات القطرية التركية بالقوة والعمق الاستراتيجي على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية، في ظل اهتمام كبير من قيادتي البلدين، بتلك العلاقات التي تعززها المواقف التاريخية بين الدولتين، وتطابق الرؤى والمواقف تجاه قضايا المنطقة، ما جعلها نموذجا يحتذى في العلاقات الثنائية بين الدول.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!