محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

إنّ تصريحات رئيس حزب الشّعوب الدّيمقراطية "صلاح الدّين ديميرطاش" نطقت بعباراتٍ مسيئة للرّئيس "رجب طيب أردوغان" وللشّعب الكردي، عندما قال في خطابه الأخير أمام الكتلة البرلمانية لحزبه: "إنّ أردوغان لن يستطيع أن يعتلي كرسي رئاسة البلاد في حال الانتقال بنظام الحكم في البلاد إلى النّظام الرّئاسي، ما دام هناك نبض كردي ينبض في تراب الأناضول. فلن نسمح لك باعتلاء هذا المنصب ابداً".

وبطبيعة الحال، فإنّ الانتقادات تعاظمت ضدّ هذا الشّخص بسبب تصريحاته غير المسؤولة. فعلى سبيل المثال، كتب "كورتولوش تاييز" في زاويته في صحيفة أكشام، مُنتقداً تصريحات تصريحات ديميرطاش ما يلي: "إنّ صلاح الدّين ديميرطاش يحاول من خلال تصريحاته هذه أن يحلّ مكان زعيم حزب العمّال الكردستاني "عبد الله أوجلان" ويكسب ودّ الشّعب الكردي. الإعجاب الذي يلقاه ديميرطاش من قٍبل الأطراف المعادية لعملية المصالحة الوطنية والإعلام المغرض الذي يتقصّد الإساءة للمسيرة، إنّما يحاولون بذلك إزاحة عبد الله أوجلان وإحلال ديميرطاش بدلاً منه لكي تتسنّى لهم الفرصة من جديد لعرقلة مسيرة الاصلاحات الدّاخلية والمصالحة الوطنية في تركيا.

أمّا "متين ألتين أوك" فقد انتقد تصريحات ديميرطاش من خلال زاويته في جريدة الصّباح على الشّكل التّالي: "إنّ حزب الشّعوب الدّيمقراطية تأسّس على مبدأ الدّفاع عن حقوق الشّعب الكردي الذي تعرّض للقهر والاضطهاد منذ عقود طويلة في هذا البلد. إلّا أنّ قيادات هذا الحزب قاموا بشنّ حربٍ على الحزب الذي اعترف بهذه المظالم وسعى لإيجاد الحلول المناسبة من أجل رفع الظّلم عن الشّعب الكردي، ألا وهو حزب العدالة والتنمية".

كما أضاف ألتين أوك بأنذ صلاح الدّين ديميرطاش دخل في اتفاقٍ سرّي مع الكيان الموازي الذي يكنّ كلّ الحقد والضّغينة للدّولة التركية، ومع حزب الشّعب الجمهوري المعارض الذي أذاق الأكراد الويلات عبر عقود طويلة. ولم يكتفي ألتين أوك بهذا، بل ذهب إلى أبعد من ذلك ليقوم إنّ ديميرطاش وقف مع حزب الحركة القومية المختلف معهم في الأيديولوجية الفكرية والسياسية من أجل عرقلة مسيرة المصالحة الوطنية.

علي إحسان كاراهانلي أوغلو، بدوره وجّه إنتقاداتٍ لاذعة لصلاح الدّين ديميرطاش من خلال مقالته التي نُشرت في صحيفة "يني عقد"، حيث جاءت انتقاداته على الشّكل التّالي: "بفضل الرّئيس أردوغان تخلّصت هذه الدّولة من حقبة الجرائم المجهولة، لكنّ هذا الشّخص الذي يُعرف باسم صلاح الدّين ديميرطاش، ناكر للمعروف من الدّرجة الأولى. أسألك يا صلاح الدّين. ومن هو حزب الشّعوب الدّيمقراطية وكم عمره ومن يمثّل. فلو لم تكن إجراءات الرّئيس أردوغان عام 2010 التي غيّر فيها آلية عمل المحكمة الدّستورية، لما كان هناك الآن حزب اسمه حزب الشّعوب الدّيمقراطية".

وبعد أن عرضت لكم كلّ هذه الانتقادات، أسأل نفسي. هل فكّر صلاح الدّين ديميرطاش بما تفوّه به بحقّ الرّئيس أردوغان وهل قال "ليتني لم أتجرّأ وأنطق بما قلته؟".

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس