كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

يتوجب على تركيا الكفاح بشكل جدي ليس في مواجهة القوى الخارجية فحسب، وإنما الداخلية أيضًا في سبيل حماية مصالحها وحقوقها في البحر المتوسط والشرق الأوسط والعالم عمومًا. 

يشهد البحر المتوسط صراعًا محتدمًا. تمكنت تركيا من قلب التوازنات لصالحها عبر توقيع مذكرة تفاهم حول مناطق الصلاحية البحرية. 

ومن الممكن لأنقرة أن ترسل قوات إلى ليبيا من أجل حماية مصالحها في المتوسط والنصر الذي حققته على تحالف اليونان وجنوب قبرص وإسرائيل ومصر. 

بيد أن رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال قلجدار أوغلو يعترض على إرسال القوات ويقول "ما شأننا في ليبيا". ولعلنا نذكر أن المعارضة التركية انزعجت حتى من إرسال سفن تنقيب إلى شرق المتوسط. 

كما أن "الشعب الجمهوري" كان أول من عارض العمليات العسكرية التركية ضد مشروع تأسيس "دولة إرهابية" على حدودنا الجنوبية. 

وفيما اعتبر الحزب وجود وعمليات قوات الولايات المتحدة والتحالف الدولي في سوريا "مكافحة لداعش" لم يصنف العمليات العسكرية التركية على أنها "مكافحة إرهاب" ولم يدعمها. 

في البداية أطلق الحزب حملة من أجل عدم إرسال قوات إلى سوريا، وبعد ذلك طالب بعودة القوات من هناك. 

وبينما تكافح تركيا في مواجهة عدة دول كالولايات المتحدة وروسيا واليونان وجنوب قبرص وفرنسا وإسرائيل والإمارات والسعودية من أجل حماية مصالحها في المتوسط والشرق الأوسط وإفريقيا، تضطر من جهة أخرى لمواجهة حزب الشعب الجمهوري والأحزاب المتحالفة معه في الداخل. 

تصوروا لو أن أحزاب المعارضة في إسرائيل وجنوب قبرص واليونان لم تقف مع حكومات بلادها وإنما مع حكومة تركيا التي تعتبرها دولة معادية. هل هذا ممكن؟

هذه أكبر صعوبة تواجهها تركيا، إذا كانت تريد أن تكون قوية في المتوسط فعليها تجاوز عقبة المعارضة. 

وإذا أرادت تنفيذ عملية ضد مشروع الدولة الإرهابية في سوريا وتعزيز قوتها في الشرق الأوسط وإنجاز مشروع يضع المضائق تحت سيطرتها فيتوجب عليها إزالة العوائق التي يضعها حزب الشعب الجمهوري. 

والآن، هل ترون المرحلة التي وصلها حزب الشعب الجمهوري بزعامة كمال قلجدار أوغلو؟ تواجه تركيا العائق الأكبر في الداخل وليس في الخارج، فهل هذا مقبول؟ 

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس