د. معراج أحمد معراج الندوي - خاص ترك برس

إن العام الجاري بدأ يطوي صفحاته الأخيرة ويقترب من النهاية، وغدا يطل علينا العام الجديد 2020، حاملا في طياته الكثير من الأمال والأحلام، والحياة تدور حول التغيير أحيانًا تكون مؤلمة وأحيانًا تكون جميلة.

نستقبل العام الجديد بفرح وأمل على أن لا يكون مثل سابقه، وكل عام جديد يحمل معه أملًا جديدًا بمستقبل يملؤه النجاح والتقدم، فبالرغم من كل ما يعيشه العالم من مآسٍ وعنف وحروب ودم، يبقى الأمل في عيش لحظات خير بحرية ورفع معنويات الإنسان، ليصبح قادرا على الإنتاج والعطاء وممارسة الحياة الطبيعية السعيدة بدون تهديد حياته ومصالحه ونشر المحبة والسلام.

وبرغم المآسي والحزن الذي شهده العالم في عام قديم أوجعنا بمرارته وقسوته إلا أننا لا نملك إلا الأمل في العام الجديد ونقول إلى من نخاطب: لا تحزن على الأمس فهو لن يَعود أبدا، ولا تأسف على اليوم فهو راحل، واحلم بشمس مضيئة في غد جميل وعام جديد، سيكون لك فيه كل الخير والسعادة.

واليوم، إن ما يفتقر إليه العالم هو الأمن والسلام لدى الإنسان، وتحريره من العوامل التي تخلق الخوف وتشيع القلق والاضطراب وعدم الشعور بالاستقرار. ولا يأتي الأمن والسلام في العالم إلا بمنهج شامل لمعالجة أسباب الصراعات النفسية والاجتماعية والسياسية.

السلام قيمة إنسانية مشتركة تتضمن التسامح الديني والتعايش السلمي والحوار الحضاري واحترام التعددية الثقافية وقبول الآخر ونبذ العنف والتطرف والكراهية والتمييز. إن هذه القيم الإنسانية النبيلة، لها دور رئيسي وحيوي في الجهود الدولية لتحقيق السلام العالمي.

السلام العالمي حالة واقعية ظاهرة، وهي الحالة التي يكون فيها العالم خاليا من الحروب. السلام يعني أكثرمن مجرد غياب الحرب والصراع، فهو مفهوم ديناميكي، والحفاظ على السلام يرتبط بدرجة العدالة الاجتماعية وقدرة البشر على إدراك قوتهم ودفعهم إلى حياة كريمة. فالسلام هو حالة من التوافق الوئام والأمن والاستقرار تسود المجتمع والعالم وتتيح فرصة التطور والازدهار للجميع.

مع حلول العام الجديد، لقد حان الوقت للتفكير في إحلال السلام في العالم، مهما حدث في العام الماضي، فإن السنة الجديدة تجلب بدايات جديدة. فالهدف الرئيس من السنة الجديدة ليس أن يكون لدينا سنة جديدة فحسب، وإنما يجب أن تكون لدينا روح جديدة وفكرة جديدة في إحلال السلام في العالم وفي ترسيخ قيم التسامح والحوار والتعايش في تحقيق الأمن والأمان والاستقرار على وجه الأرض في مشارقها ومغاربها.

عن الكاتب

د. معراج أحمد معراج الندوي

أستاذ مساعد، قسم اللغة العربية وآدابها، جامعة عالية،كولكاتا - الهند.


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس