عبد القادر سلفي – صحيفة حريت – ترجمة وتحرير ترك برس

الرئيس التركي الراحل سليمان دميريل قال ذات مرة: "رئاسة الجمهورية ليست منصبًا يمكن لأي كان أن يرفضه". حدثت انقلابات من أجل نيل منصب الرئاسة في الفترات التي كانت الوصاية العسكرية قوية. 

ومع تراجع الوصاية العسكرية لم تعد رئاسة الجمهورية في المقام الثاني خلف رئاسة الأركان. أصبح الشعب وليس العسكر، هو صاحب القرار في انتخاب رئيس الجمهورية.

لكن من خصائص النظام الجديد وجود شرط الحصول على 50% +1 من الأصوات، ولهذا تلجأ الأحزاب لإقامة تحالفات. 

بقي 3 سنوات على الانتخابات لكن التحضيرات بدأت من الآن. كتبت سابقًا عن المرشحين المحتملين للمعارضة في مواجهة أردوغان. 

في انتخابات 2018 كان هناك مبادرة لترشيح عبد الله غل، لكن فشلت إثر الخلاف بين أحزاب المعارضة، وأعلن غل أنه لن يكون مرشحًا مشتركًا للمعارضة بسبب عدم الإجماع عليه. 

سمعت أن قلجدار أوغلو وعد غل مؤخرًا بترشيحه للرئاسة. اتصلت به وسألته فنفى. ومع ذلك هناك اسمان متداولان، هما عبد الله غل وأكرم إمام أوغلو. 

هناك توجهات مختلفة بخصوص الاسمين لدى المعارضة. ولدى سؤال إمام أوغلو عن ترشحه أجاب: "القرار لشعبنا وحزبنا".

حصلت على معلومات أمس من مصادر مقربة من إمام أوغلو، تفيد بأنه يريد أن يكون رئيس بلدية إسطنبول لولايتين. ينشئ رؤساء البلديات في الولاية الأولى نظامًا ويقيمون استثمارات لا يمكن جني ثمارها إلا في الولاية الثانية. 

وبحسب المصادر فإن الخدمات التي سترضي الناخب لا يمكن تحقيقها إلا في الفترة الثانية. صحيح أن فوز إمام أوغلو برئاسة بلدية إسطنبول كان نجاحًا كبيرًا، لكنه لم يسجل بعد انجازات.

ويعتقد إمام أوغلو أنه إذا سطّر قصة نجاح في رئاسة بلدية إسطنبول فإن ذلك سيتيح له كل المناصب. وتتكون استراتيجية إمام أوغلو من بندين:

1- أن يكون أنجح رئيس بلدية لإسطنبول على مر التاريخ.

2- أن يكون الرئيس الأكثر ديمقراطية. 

تقول المصادر إن إمام أوغلو يعمل من أجل تحقيق هذين الهدفين. وتشير إلى أنه ليس لديه اليوم خطة من أجل الترشح لرئاسة الجمهورية، لكنها في الوقت نفسه لا تنفي وجود رئاسة الجمهورية ضمن أهدافه. 

وتوضح المصادر أن إمام أوغلو يضع هذا الهدف نصب عينيه، بيد أنه سيترشح لرئاسة الجمهورية بعد خوض ولايتين في رئاسة بلدية إسطنبول وترك قصة نجاح وراءه. 

يقول الرئيس الراحل دميريل: "24 ساعة مدة طويلة جدًّا في السياسة"، فما بالكم إذا كان هناك ثلاث سنوات، يمكن أن يقع خلالها الكثير من الأحداث..

عن الكاتب

عبد القادر سلفي

كاتب في صحيفة حرييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس