هلال قابلان – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

قتلت الولايات المتحدة الرجل الثاني بعد خامنئي في إيران وصاحب الدور الأكبر في سباق النفوذ الدولي.

كان قاسم سليماني اسمًا "ناجحًا" في قيادة العمليات الخارجية، ونجاحه متناسب مع إجرامه. 

ولأن شيعة إيران أسسوا وجودهم على العداء للسنة، فإنهم يعادون كل ما يوقف التمدد الإيراني، ويندرج في ذلك تدمير جماعات المقاومة السنية وارتكاب مجازر وتغيير البنية الديموغرافية في مناطق الأغلبية السنية. 

فمن ناحية يعلن الزعيم الروحي أمريكا "الشيطان الأكبر"، ومن ناحية أخرى يوفر سليماني المعلومات الاستخبارية لواشنطن لتدمير طالبان التي قاومت الاحتلال الأمريكي في عهد بوش.

يقول ريان كروكر، مسؤول رفيع في الخارجية الأمريكية، عن لقاءاته مع مسؤولين إيرانيين يتبعون سليماني: "كنت أطير الجمعة وأعود الأحد. هكذا لم يكن أحد يعلم أننا نلتقي مع إيران. كانوا يتلقون التعليمات من سليماني الذي يسمونه الحاج قاسم".

هكذا خاضت أمريكا وإيران حربًا مشتركة ضد طالبان. كما تسابق البلدان في عهد بوش لتقاسم النفوذ في العراق. وسلح سليماني المجموعات الشيعية وقادها. وفي الوقت ذاته هاجم مجموعات المقاومة السنية. 

وبعد ذ1لك ظهر تنظيم داعش، الذي أصبح كطالبان عدوًا مشتركًا لإيران وأمريكا. وحاربه رجال سليماني في سوريا والعراق. 

قصفت القوات الأمريكية المدنيين بلا رحمة وسيطرت العصابات التي قادها سليماني على المواقع. سويت مدن كالموصل والفلوجة والرمادي وحلب بالأرض، وتحولت إلى مدن أشباح. 

زادت إيران من توسعها في عهد أوباما، بيد أنها أدركت من خلال اغتيال سليماني والمهندس أن عهد ترامب لن يمضي بتلك السهولة. 

بذلت إيران كل ما في وسعها من أجل إحباط مكافحتنا تنظيم "ي ب ك"، وهي التي أعدمت متظاهرين أكراد من مواطنيها. 

تعرضت قواتنا لاستفزازات الميليشيات الموالية لإيران في عمليتي غصن الزيتون ونبع السلام. عشنا كل ذلك بينما كنا ندعم سعي إيران للحصول على الطاقة النووية ونحافظ على موقفنا المنتقد للعقوبات الأمريكية. 

والآن، يخرج الرئيس الإيراني حسن روحاني ويوجه نداءً إلى تركيا كي تقاوم مع إيران الولايات المتحدة. 

سيد روحاني، نحن نقاوم الولايات المتحدة في كل مجال تقتضيه مصالحنا. 

وعلى سبيل المثال، عندما كان الحرس الثوري الإيراني يطلق صيحات الفرح في 15 يوليو (المحاولة الانقلابية الفاشلة) كنا نقاوم بأيدينا العارية الدبابات والمقاتلات والبنادق. 

لسوف نواصل المقاومة لكن لن نسمح بأن تورطوننا في دفع ثمن نتائج سياساتكم المنافقة. 

عن الكاتب

هلال قابلان

كاتبة في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس