ترك برس

تناول مقال في صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" الروسية دور الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، في إعلان هدنة ليبيا.

وقال كاتب المقال دميتري غولياييف، إنه تم التوصل إلى هدنة في ليبيا، من منتصف ليل الـ 12 من يناير بمبادرة كل من فلاديمير بوتين ورجب أردوغان، اللذين ناقشا المسألة الليبية أثناء لقائهما في اسطنبول. 

وأضاف "حاول الرئيسان، الروسي والتركي، تكرار صيغة أستانا التي جمعت قادة روسيا وتركيا وإيران لتنسيق المواقف بشأن سوريا"، وفق ما أوردت وكالة "RT".

وتابع: "جاء ذلك على خلفية احتدام الوضع حول العاصمة الليبية إلى الحد الأقصى: فقد أعلن حفتر عن بدء هجوم حاسم على طرابلس.. 

وبعد فترة وجيزة من ذلك، بدأت قواته تمارس ضغوطا شديدة على العاصمة من الجنوب، وسيطرت على مدينة سرت الساحلية الكبيرة في وسط البلاد، ما دفع حكومة الوفاق الوطني إلى طلب المساعدة من تركيا". وفق رأي الكاتب.

وأضاف المقال: "أعلنت أنقرة استعدادها لإرسال مساعدات عسكرية إلى السراج، ولكنها بعد مفاوضات مع روسيا، تخلت عن فكرة التدخل في النزاع الليبي. 

وبدلاً من ذلك، أصر الطرفان، الروسي والتركي، على هدنة، رحب بها الجانبان الليبيان، على الأقل على الورق.

هذه الهدنة، بداية، ليست في مصلحة حفتر، الذي كان بإمكانه أن يأمل في وضع نهاية سريعة للحرب. في الوقت نفسه، سيكون من الصعب عليه جدا الاتفاق مع حكومة السراج التي عززت وضعها في طرابلس. 

وحفتر، يريد مواصلة القتال، وليس حقيقة أنه وحيد في سعيه هذا. فالجزائر، ومصر خاصة، التي لا تتوقف عن دعم جيش حفتر، تريد السلام والهدوء على حدودها. وتشغل دولة الإمارات العربية المتحدة الموقف نفسه.

وعلى الأرجح، إذا تمكنت روسيا من إقناع هذين اللاعبين بدعم موقفها، فقد يصبح وقف إطلاق النار مستقرا. خلاف ذلك، قد تتحول الهدنة إلى استراحة قصيرة قبل المعركة النهائية. هذه الجهة وتلك، عازمتان على القتال. 

ولا يقتصر الأمر على أن طرابلس الرسمية تطلب من حفتر سحب قواته من المواقع التي احتلتها خلال الهجوم: وهذا الطلب، بداهة، غير ممكن التحقق، ويهدف إلى زيادة تصعيد الصراع". يقول الكاتب الروسي.

ومع الدقيقة الأولى من الأحد، واستجابه لمبادرة تركية روسية، بدأ وقف لإطلاق النار بين حكومة الوفاق الوطني الليبية، المعترف بها دوليًا، وقوات حفتر، الذي ينازع الحكومة على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.

وتشن قوات حفتر، منذ 4 أبريل/نيسان الماضي، هجومًا للسيطرة على العاصمة طرابلس (غرب)، مقر الحكومة؛ ما أجهض جهودا كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر حوار بين الليبيين.

وتسعى ألمانيا، بدعم من المنظمة الدولية، إلى جمع الدول المعنية بالأزمة الليبية في مؤتمر دولي ببرلين، نهاية يناير/كانون الثاني الجاري من دون تاريخ محدد بدقة، في محاولة للتوصل إلى حل سياسي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!