مصطفى كارت أوغلو – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

حاولت اليونان استغلال موارد الطاقة في شرق المتوسط على افتراض أن جرفها القاري يمتد حتى جزيرتي كريت ورودوس. غير أن تركيا رفضت التغاضي عن الخطوات اليونانية، وخرجت إلى البحر لتبدأ عمليات التنقيب. 

استنادًا إلى مبدأ "التشاطؤ" النابع من القانون الدولي، وقعت مع ليبيا مذكرة تفاهم حول "مناطق الصلاحية البحرية" تقسم البحر المتوسط من النصف. 

أبرمت أنقرة هذه المذكرة مع الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًّا في ليبيا، ووقعت لاحقًا اتفاقية تعاون عسكري بهدف حماية الحكومة المذكورة. 

عرفت تركيا حقوقها أولًا، وبعد ذلك دخلت الساحة لتحميها فعليًّا. ثم استخدمت الدبلوماسية للدفاع عن حقوقها وما أقدمت عليه. إن لم تكونوا موجودين ميدانيًّا فلا مكان لكم في الدبلوماسية. هذا ما حدث في سوريا أيضًا. 

يبدو أن حماية حكومة طرابلس على يد تركيا أحبطت آمال داعمي الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، الذي يبدو أيضًا أن حلمه في السيطرة على طرابلس أخذ يتبدد. 

فأسلحته ومعداته العسكرية ليست كافية من أجل خوض حرب طويلة الأمد. ومعظم مقاتليه من الجنود المرتزقة المستقدمين من بلدان إفريقية مقابل بضع مئات من الدولارات. إذا انهارت القيادة سيتشتت الجيش. 

انعقد أمس الأول في القاهرة اجتماع ضم وزراء خارجية فرنسا ومصر واليونان وجنوب قبرص وإيطاليا. رفضت الأخيرة توقيع بيان ضد تركيا، ولم تشارك في المؤتمر الصحفي، الذي انعقد بحضور وزراء الدول الأربع الباقية ووجوههم يعلوها الوجوم. 

فرنسا واليونان: يسعى البلدان إلى توفير شراكة في الحكم لحفتر. لكن أصبح من الصعب تحقيق هذا الهدف بسبب تركيا. 

روسيا: توفر الدعم لحفتر بتقديم مقاتلين مرتزقة عبر شركة فاغنر. بيد أن الزعيم الروسي فلاديمير بوتين دعا مع أردوغان إلى وقف إطلاق النار في 12 يناير/ كانون الثاني. 

مصر: توفر لحفتر السلاح والعربات العسكرية والمعدات والوقود. لكنها ليست في حال يؤهلها لتمويل هذا الدعم بنفسها. 

الإمارات والسعودية: تقدمان المال من أجل دعم حفتر بالسلاح والمقاتلين.

في الحقيقة من الأصح القول إمارة أبو ظبي عوضًا عن الإمارات، والسعودية... 

لأننا نعرف أن من وصل إلى السلطة في هذين البلدين جاء عبر خطة وُضعت في تل أبيب ونُفذت عبر اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، ونعلم مشاريعهما الاقتصادية الكبيرة وانفتاحهما على الغرب. 

وينبغي علينا ألا نندهش إذا رأيناهما يحاكمان في المستقبل المنظور عن تقطيع صحفي بالمنشار وتمويل الإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان. 

عن الكاتب

مصطفى كارت أوغلو

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس