ترك برس

نشرت صحيفة "ميدل إيست آي" البريطانية، تقريراً للكاتب والأكاديمي مارك أوين جونز، تطرق فيه إلى شبكة "ديافولو"، التي تروج في الغالب للمحتوى المرتبط بمحطة الأخبار "24 السعودية" وقنواتها الشقيقة، والمستخدمة بشكل كبير في السعودية.

وذكرت الصحيفة أن أحد أقدم وأهم شبكات المعلومات المضللة في الشرق الأوسط لا زالت فعالة على شبكة تويتر، ويبدو أن لا أحد يعرف سبب ذلك.

المثير في المقال أن الكاتب أفاد بأن الشبكة تركز باستمرار على القضايا المتعلقة بإيران وتركيا وقطر.

ووفقا للتحليل الذي أجراه، احتوى حوالي ثلث إجمالي التغريدات في الأسبوع الماضي على وسم "#إيران"، في حين ظفر وسم "#تركيا" و"#قطر" و"#السعودية" بحوالي 17% من مجموع التغريدات، وفقاً لما نقلته وكالة "الأناضول" للأنباء.

ويذهب صاحب المقال إلى أن ما يسمى بشبكة "ديافولو"، كانت مسؤولة عن نشر خطاب الكراهية الطائفية ونظريات المؤامرة حول حادثة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وتعني "ديافولو" باللغة الإيطالية "الشيطان"، وهو اسم برنامج يُستخدم لأتمتة التغريدات من خلال تطبيق "تويتدك".

ويقول جونز في مقاله، إن البحث عن الوسم المتعلق بدولة في الشرق الأوسط يقودك للعثور على أحد حسابات الروبوت التي تعرف باسم الذباب الإلكتروني التي عادة ما تقوم بنسخ ولصق المحتوى ذاته، وعرض مقطع فيديو مع شعار شبكة "24 السعودية" المميز في الركن الأيمن السفلي.

وأضاف الكاتب أن الحسابات ذات الصلة صممت لتبدو معقولة نسبيا، حيث غالبا ما تتضمن صور صفحات لأشخاص حقيقيين، على الرغم من صعوبة استنتاج الأرقام الدقيقة، إلا أن التحاليل تشير إلى أن الشبكة تتكون على الأرجح مما يصل إلى 3700 حساب آلي أو نصف آلي.

في الواقع، لإجراء هذه الدراسة، وقع الاعتماد على عينتين، إذ أنشئ كلاهما من خلال تنزيل حوالي عشرين ألف تغريدة تحتوي على عبارة "محلل قناة 24"، وهي عبارة شائعة الاستخدام من طرف شبكة الروبوت.

يذكر أن عوامل على غرار التشابه في تاريخ إنشاء الحساب، والنظام الأساسي المستخدم من قبل الحساب، وعدد المتابعين وأوجه التشابه في المحتوى المنشور من قبل هذه الحسابات، تحدد إمكانية معرفة ما إذا كان الحساب مشبوها.

وأوضح الكاتب أن تحليل الحسابات يشير إلى جهد منسق للغاية، ففي المتوسط، تم إنشاء 34 حساب تويتر جديدا شهريا منذ عام 2009، ولكن في بعض الأحيان، سجّل هذا العدد ارتفاعا. وفي مايو/أيار 2016، أنشئ  335 حسابا، وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ما يقارب 382 حسابا.

إذا كانت هذه الحسابات عضوية، فيمكن أن يتوقع المرء توزيعا أكثر توازنا لتواريخ الإنشاء. من جهة أخرى، في حين أن بعض شبكات الذباب لا تعمل إلا بشكل متقطع، فإن الشبكة نفسها نشطة باستمرار، حيث تنتج أكثر من 2500 تغريدة يوميا.

وأورد الكاتب أنه نظرا لعملية تصفية حسابات تويتر العربيّة التي تنشر "الرسائل السياسية غير المرغوب فيها" من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، يبدو من غير المعقول أن تظل هذه الشبكة نشطة.

وأكد الكاتب أن استمرار وجود الشبكة يثير تساؤلات حول جهل تويتر بتحويل التطبيق إلى سلاح متصل بالسعودية. وفي الواقع، اتهمت الحكومة الأميركية أخيرا الجواسيس السعوديين الذين عملوا في تويتر بالتجسس لصالح الرياض. ومع ذلك، حتى بعد أن علمت شبكة تويتر بعملية الاختراق، التقى الرئيس التنفيذي جاك دورسي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

ولفت الكاتب إلى أن تويتر لم تشرح سبب إخفائه لأرشيف سعود القحطاني، وهو مستشار ملكي سابق  حظر حسابه بسبب التلاعب بالمنصة. وعلى الرغم من عمليات تصفية حسابات تويتر، فإنه دون وجود محاسبة وشفافية حول العلاقات المحددة لهذه الشركة التقنية مع بلدان معينة، فمن المرجح أن يظل التلاعب بالمنصة شكلا مقبولا من أشكال فرض السيطرة في منطقة الشرق الأوسط.

جدير بالذكر أن شبكة اللجان الإلكترونية السعودية، أو ما يسمى بالذباب الإلكتروني، النشطة بكثافة على "تويتر"، دأبت على استهداف تركيا ورئيسها أردوغان بشكل خاص، عقب اغتيال الصحفي البارز جمال خاشقجي، داخل مبنى قنصلية بلاده بإسطنبول، وذلك إثر إصرار أنقرة على كشف المتورطين بالحادثة، ورفضها التستر عليها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!