ترك برس 

نشر موقع "نيو إسترن أوت لوك" مقالا مطولا للمحلل الروسي فاليري كاليكوف، حول قناة إسطنبول المائية، تحدث فيه عن أن أنقرة ستحاول بعد الانتهاء من إنشاء القناة فرض شروط جديدة على عبور السفن عبر الممرات المائية، وقد تلغي اتفاقية مونترو التي تنظم حركة عبور السفن في مضيق البوسفور. 

وقناة إسطنبول هي مجرى مائي موازي لمضيق البوسفور، وتمتد القناة في غرب البلاد لتربط البحر الأسود في الشمال ببحر مرمرة في الجنوب، بطول 45 كيلومترا، وعمق 25 مترا. ويبلغ عرضها نحو 400 متر، ويصل في إحدى النقاط إلى كيلومترا واحدا.

وجاء في مقال كاليكوف، إن اتفاقية مونترو لعام 1936 تحكم في الوقت الحالي مرور السفن عبر مضيق البوسفور، لكن في المستقبل، تخطط تركيا للسيطرة على المرور عبر قناة إسطنبول بمفردها. 

وأضاف أن اتفاقية مونترو ضمنت حركة السفن المدنية عبر مضيق البوسفور وفي البحر الأسود في وقت السلم وفي أثناء الحرب. ومن ناحية أخرى، تسمح الاتفاقية للسفن التابعة للدول المطلة على البحر الأسود بحرية المرور والوجود في حوض البحر الأسود. أما السفن التابعة لدول خارج حوض البحر الأسود، فيُسمح لها بالوجود لمدة لا تزيد عن 21 يوما.

ويشير كاليكوف إلى أن حديث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول قناة إسطنبول يكتسب أهمية إضافية، حيث قال أردوغان إنه سيتم تقليل عبور السفن عبر البوسفور إلى الحد الأدنى، الأمر الذي سيسمح للسكان المحليين بممارسة الرياضات المائية وإنشاء نظام نقل عام في المدينة من شأنه أن يعيد الحياة في إسطنبول إلى ما كانت عليه في السابق. 

ويستنتج المحلل الروسي أن هناك احتمالا عند الانتهاء من قناة إسطنبول، أن تحاول أنقرة فرض شروط جديدة على عبور السفن عبر الممرات المائية والبدء في مراجعة أو حتى إلغاء اتفاقية مونترو على أساس أنها عفا عليها الزمن.

وأضاف أنه مع إلغاء اتفاقية مونترو، سيتم توقيع ميثاق جديد بشروط تركيا التي تأخذ في الاعتبار مصالح حلفائها. ونظرًا لأن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي، فيفترض أن هذا التحالف العسكري سوف يهدف إلى تضمين الاتفاقية الجديدة أهدافه على حساب مصالح روسيا وأسطولها في البحر الأسود.

وإذ كانت واشنطن لم تصدر حتى الآن أي بيانات رسمية حول موقفها من بناء قناة إسطنبول، كما يقول كاليكوف، فمن المعروف أن من بين أهم أهداف الولايات المتحدة تعزيز موقعها في البحر الأسود. واتفاقية مونترو 1936 تقف في طريقها.

وبين أن اتفاقية مونترو ضمنت الأمن في البحر الأسود لسنوات عديدة، كما سمحت لتركيا والاتحاد السوفيتي بالحد من وصول الدول الغربية غير المطلة على البحر الأسود إلى المنطقة، حيث منع كثير من أعضاء الناتو من المرور عبر البحر الأسود حتى أثناء فترة الحرب الباردة، ولم تكن الولايات المتحدة قادرة على إقناع تركيا بالتحايل على الاتفاقية.

وأضاف أنه بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، قامت واشنطن بعدة محاولات يائسة لكسب موطئ قدم في البحر الأسود من خلال قبول ضم بعض دول حلف وارسو السابق إلى المعسكر الغربي ومواصلة جهودها لتطويق روسيا بقواعد الناتو العسكرية.

 وبإنشاء قناة إسطنبول، ستنخرط الولايات المتحدة بلا شك في جهود جديدة لتعزيز موقعها في منطقة البحر الأسود على أمل أن يمكّنها هذا الممر المائي من الالتفاف على اتفاقية مونترو التي تحد من وصول السفن البحرية الأمريكية إلى مضيقي جناق قلعة والبوسفور ولا تسمح لهم بالبقاء في المنطقة لأكثر من 21 يومًا.

ولفت إلى أن واشنطن طالما بحثت عن فرصة للالتفاف على اتفاقية مونترو بوسائل متعددة، بما في ذلك من خلال الادعاء بأن البحر الأسود كان جزءًا من المياه الدولية، لكنها لم تكن قادرة على القيام بذلك، لا سيما أن تركيا كانت تعارض هذه التحركات.

وعبر المحلل الروسي في ختام مقاله عن أمله في أن يتخذ الرئيس التركي قرارات حكيمة تتعلق بقناة إسطنبول لا تستند إلى مطالب واشنطن من جانب واحد ولكن أيضًا إلى اعتراف تركيا بدورها الحقيقي ومكانتها في منطقة البحر الأسود والمشهد السياسي العالمي بأكمله، على حد قوله.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!