ترك برس 

أجمع محللون سياسيون روس وأتراك على أنه لا يوجد فائز في المعركة الدائرة حاليا في محافظة إدلب، وأن الحل في النهاية سيكون حلا سلميا وليس حلا عسكريا.

وأكد  أورهان جعفرلي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة أنقرة، لصحيفة فيستنيك كافكازا، أن الوضع في إدلب سيعتمد على تصرفات روسيا، مضيفا أن "أنقرة تتوقع من موسكو أن تقترح خطة للحد من التوترات، ومن ثم  فمن غير المرجح وقوع عمليات عسكرية كبرى بحلول نهاية الأسبوع".

وأشار الخبير إلى أن 4 ملايين شخص يعيشون في محافظة إدلب على الحدود مع تركيا، ما يعني تهديد تركيا بموجة جديدة من الهجرة الجماعية للسوريين إليها في حالة المعارك الواسعة النطاق.

وأوضح أن "استيلاء نظام الأسد على إدلب سيخلق مشاكل داخلية وإنسانية خطيرة للغاية بالنسبة لتركيا، وبالتالي فإن أنقرة لا تستطيع ولن تسمح بمثل هذه النتيجة". 

وتحدث أورهان عن السيناريوهات المطروحة حاليًا لحل مشكلة إدلب، وقال: "قبل الاجتماع الرئاسي الأخير بين بوتين وأردوغان الشهر الماضي، كان من المفترض أن يتم إنشاء منطقة أمنية في الجزء الشمالي من إدلب، حيث يمكن للمدنيين الذهاب إليها خلال المواجهات، ولكن الأسد بدأ في العمليات العسكرية".

واضاف أنه أصبح من الواضح الآن أن اتفاقيات سوتشي أو أستانا لم تعد تعمل، وهناك حاجة إلى خريطة طريق جديدة.

ويتفق كبير المحاضرين في قسم العلوم السياسية في المدرسة العليا للاقتصاد في جامعة الأبحاث الوطنية والخبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي، غريغوري لوكيانوف، على أنه لا يوجد حل عسكري للصراع في إدلب.

وقال: "على الرغم من أن جيش النظام السوري يُظهر استعداده للحل العسكري، فإن هذا لا يحل صراع إدلب على المدى البعيد. والحقيقة هي أن إدلب ليس فقط جماعات مسلحة، ولكن أيضًا عدد كبير من المدنيين الرافضين بوضوح للنظام". 

وأشار إلى أن الصراع في إدلب يجب حله سياسيا، لأن الحل العسكري لن يخلق سوى مخاطر جديدة لعملية التسوية السياسية.

وقال غريغوري: "إن سياسة روسيا في سوريا لن تتغير، وتظل ترى أن حل النزاع السوري لن يكون إلا من الناحية السياسية. وسوف تستمر في العمل كوسيط بين تركيا وسوريا والحفاظ على الاتفاقات التي تم التوصل إليها في أيلول/ سبتمبر 2018" .

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!