طه داغلي – موقع خبر7 – ترجمة وتحرير ترك برس

نرى منذ أيام تأكيدات من الولايات المتحدة بخصوص إدلب. أصدر وزير الخارجية مايك بومبيو، ومن بعده المتحدث باسم الوزارة بيانين مختلفين عقب الهجوم على القوات التركية بإدلب، أعربا فيهما عن الوقوف إلى جانب تركيا. 

بعد ذلك نشرت وزارة الخارجية تحذيرًا صريحًا أدانت فيه هجمات روسيا والنظام وإيران وحزب الله على المدنيين بإدلب، وطالبت بوقفها.

كما نشر حساب السفارة الأمريكية على فيسبوك صورة غلاف بالأسود كتب عليها إدلب. 

تتمتع إدلب بالأهمية بالنسبة لروسيا والنظام وهي كذلك لتركيا أيضًا. تمركزت القوات التركية في إدلب بموجب مسار أستانة. 

بينما عاشت الولايات المتحدة توترات مع تركيا في سوريا بخصوص تنظيم "ي ب ك"، سعت إلى سحب أنقرة من مسار أستانة. 

عندما بدأت تركيا استعداداتها لإطلاق عملية نبع السلام انتشر في الولايات المتحدة الكثير من التحليلات والتقارير الإعلامية التي دعت البنتاغون إلى تقديم الدعم لتركيا في إدلب. 

العنصر المثير للتوتر بين بين روسيا وتركيا في إدلب هو هيئة تحرير الشام. لم يكن بالإمكان السيطرة على هذا الفصيل.

وبحجة وجوده تقدم روسيا الدعم إلى النظام السوري في قصف المدنيين. ومع تواصل قصف النظام أصبح مسار أستانة على حافة الانهيار. 

لكن لم تتم السيطرة على الهيئة. ويبدو من الصعب جدًّا إخراجها تمامًا من إدلب حتى لو سيطر النظام على المحافظة كما تطلب روسيا.

ولو أن روسيا أجرت التبادل الاستخباري اللازم عقب قمة أردوغان- بوتين في سوتشي 2018 لربما اتضح من هو الإرهابي ومن لا، ولربما تم حل المسألة قبل أن تتحول إلى أزمة. 

لكن روسيا تعجلت، ولم تتوقف الهجمات على إدلب منذ أشهر، وأدى آخرها لسقوط جنود أتراك. 

ومن المفيد الإشارة إلى تصريح المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري الأسبوع الماضي. فقد قال: "هيئة تحرير الشام، هي تنظيم إرهابي لكنهم يعتبرون أنفسهم مقاتلون وطنيون. وفوق ذلك لا يشكلون تهديدًا دوليًّا، ولا يهاجمون أحدًا كما يزعم الروس"

إذن قد تخرج واشنطن الهيئة من قائمة التنظيمات الإرهابية في أي لحظة، أو ربما تغير الهيئة اسمها وبذلك تخرج من ذلك التوصيف، هذا ما يمهد له كلام جيفري. 

احتمال من هذا القبيل يزيل لدى الولايات المتحدة رسميًّا الذريعة التي تتذرع بها روسيا وإيران من أجل الهجوم على إدلب. 

رغم خلافها مع أنقرة حول تنظيم "ي ب ك" إلا أن الولايات المتحدة تشعر بالحاجة للوقوف إلى جانب تركيا، ولا ترضى واشنطن أن تكون إدلب تحت السيطرة الروسية تمامًا. لأن إدلب ملتقى طريقين يمثلان شرياني سوريا الحيويين، وهي شديدة الأهمية والاستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة أيضًا.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس