ترك برس 

نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرّا لكارولتا جال، تناولت فيه التطورات المتلاحقة في محافظة إدلب بعد الرد التركي العنيف على قوات النظام السوري المدعوم من روسيا، تحدثت فيه عن توتر في العلاقات بين الرئيسين التركي والروسي، بسبب تباين مواقف البلدين في سوريا. 

ويستهل التقرير بالإشارة إلى تهديد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يوم الأربعاء الماضي بشن عمل عسكري لوقف تقدم قوات الأسد. ويقول إن تركيا حشدت منذ ذلك الحين 30 ألف جندي على الحدود السورية وأقامت مواقع جديدة حول الطرق المؤدية إلى مدينة إدلب، وأنشأت مراكز في مطار تفتناز وفي المسطومة. 

ويقول محللون إن عمليات الانتشار التركية لم توقف حتى الآن تقدم  قوات النظام التي تمكنت من السيطرة على الطريق السريع الاستراتيجي بين دمشق وحلب يوم الثلاثاء، لكن تحرك القوات التركية يبدو أنه محاولة لإنشاء منطقة تحت سيطرتها في إدلب قبل أن تقترب منها قوات الأسد. 

وأشار برهان الدين دوران، مدير مركز "سيتا" إلى أن تركيا تستعد لتكثيف موقعها العسكري وفرض منطقة آمنة عبر جزء على الأقل من إدلب.

لكن أسلي أيدينتينباش، الزميلة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، ترى أن خيارات تركيا في الشمال الغربي محدودة؛ لأن روسيا تسيطر على الأجواء هناك، وبدون دعم جوي فإن القوات التركية ليست في وضع يسمح لها بالتصدي لقوات النظام. 

ولهذا السبب، تقول الصحيفة، طلب الرئيس أردوغان انسحاب قوات النظام والميليشيات إلى مواقعها السابقة لكنه أعطاها مهلة حتى نهاية الشهر الحالي للقيام بذلك. وقد سعى لإجراء محادثات مع روسيا، الداعم الرئيسي للنظام السوري.

وتلفت الصحيفة إلى أن روسيا وتركيا مع أنهما دعمتا الأطراف المتصارعة في سوريا منذ بدء الحرب، فإن الزعيمين طورا حوارًا شخصيًا وثيقًا. وقد أنتجت تلك القناة اتفاقات بين روسيا وتركيا وإيران لتخفيف حدة العنف في عدة مناطق، بما في ذلك اتفاق 2018 الذي أدى إلى إنشاء مراكز مراقبة عسكرية تركية في إدلب، والتي تتعرض الآن للهجوم من قبل النظام السوري.

وقال صالح يلماز، رئيس معهد الدراسات الروسية في أنقرة، إن تركيا تريد من قوات المعارضة  السورية المسلحة التي تدعمها الاحتفاظ بالسيطرة على منطقة كبيرة في سوريا لتقوية يدها في المفاوضات من أجل دستور جديد وتسوية سياسية.

وتطالب روسيا بنزع سلاح المعارضة فورّا، لكن تركيا تقول إن أي نزع سلاح يجب ألا يأتي إلا بعد تسوية سياسية. وقد أدى هذا الخلاف إلى أن تتوتر علاقة أردوغان ببوتين باطراد. 

وأوضحت الصحيفة أن تركيا اشترت مؤخرًا نظام الصواريخ الروسية S400، معلنة أن العلاقة مع روسيا "استراتيجية"، وهي الخطوة التي كلفتها غاليّا في العلاقات مع الولايات المتحدة. لكن تركيا تدخلت مؤخرًا في ليبيا على الجانب المضاد من روسيا، ووقعت عقدًا لتزويد أوكرانيا بطائرات بدون طيار تقاتل الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا.

وقالت أيدينتينباش إن إيمان تركيا بجدوى المساعدة الروسية قد يكون في غير محله.

 وأشارت إلى أن وقف إطلاق النار الأخير الذي تم التفاوض عليه مع روسيا استمر ثلاثة أيام، مضيفة أن التعامل مع روسيا من الراجح أنه لن يربح تركيا سوى تأخير في انتصار روسي سوري في نهاية المطاف.

ويرى بعض المحللين أن تركيا حتى لو حصلت على ما تريد، فقد تجر إلى مستنقع أكبر، لأن وجود منطقة آمنة في شمال غرب سوريا سيمنح تركيا مساحة ضيقة من الأرض في منطقة لا يزيد حجمها عن ولاية رود آيلاند تضم الكثير من النازحين في إدلب. وسيكون الوضع أشبه بقطاع غزة. 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!