ترك برس

انتشر على وسائل التواصل في تركيا مقطع للطفل “أتاكان كايالار” كان يتحدث فيه حديثًا فلسفيًا، ويروي قصصًا عن قراءته 250 كتابًا خلال خمسة شهور، ويوجه النصائح ويتحدث حديثًا يبدو أكبر من عمره بكثير، وبعد أن أثار انتشار قصته اهتمام المتابعين وصل أمره إلى وزارة الأسرة والعمل والخدمات الاجتماعية ووزارة التعليم.

وأفادت وزارة الأسرة والعمل والخدمات الاجتماعية في بيان لها بخصوص الطفل أتاكان، البالغ من العمر 10 أعوام، بأنه بدأ يتلقى خدمات توجيه وإرشاد تربوي خاصة.

تراوحت ردود فعل الناس على مقطع الفيديو الذي انتشر لـ”الطفل الفيلسوف” على وسائل التواصل الاجتماعي، بين من مدح الطفل وبين من هاجمه هو وأهله، في حين تعرض أطفال آخرون للانتقاد من قبل أهلهم لعدم قيامهم بما يفعله أتاكان.

وقد أدلت وزارة الأسرة بدلوها في هذا الخلاف حول الطفل أتاكان في بيان لها قالت فيه: “تختلف سرعة التطور التربوي ومستوى وقدرة كل طفل عن الآخر، وعند ملاحظة ذلك يجب مراعاة مصلحة كل الأطفال وحقوقهم”.

وأضافت أنه “ينبغي تقييم الأطفال متعددي المواهب من قبل خبراء مختصين بشكل شامل من حيث إمكاناتهم وقدراتهم وأنماطهم السلوكية، ثم تحذيرهم من أن الإدلاء ببيانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي  بمقاطع فيديو فردية دون تقييم، سيكون له تأثير سلبي عليه وعلى الأطفال الآخرين”.

وأشار خبراء من الوزارة في بيان إلى أنهم التقوا بالطفل وعائلته، وقالت العائلة خلال اللقاء: "تم تقديم خدمة التوجيه والإرشاد التربوي الأكثر دقة والأنسب صحيًا لطفلنا وفقا لما رآه الخبراء. وقد تعرض طفلنا لهجمات وتهديدات عبر وسائل التواصل أزعجتنا وزادت من قلقنا عليه. ونحن نتوقع تفهم مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي لحساسية الأمر، ونؤكد تحملنا لمسؤولياتنا تجاه طفلنا وجميع الأطفال، ونريد الوصول معًا لأجواء صحية ونفسية أفضل لأطفالنا”.

من جهته، صرح وزير التعليم الوطني ضياء سلجوق قائلًا: "من الضروري أن نلقي نظرة تربوية على الموضوع، ونحن نعد بفعل كل ما هو مطلوب”، موضحًا أن عائلة الطفل أتاكان “الذي قرأ 250 كتابًا في خمسة أشهر وفقًا لعائلته، طلبت منا الدعم، متسائلة: ما رأيكم في وضع أتاكان؟”.

وقال سلجوق إن القضية يجب أن تكون تربوية ومنهجية، “فنحن لسنا موافقين على عرض الطفل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما من شأنه أن يثير الكثير من النقاش حوله، ويتسبب أيضًا بالضغط على الأطفال الآخرين الذين هم أقل منه ذكاءً… وقد يثير مشاكل تتعلق بالطفل منذ طفولته، و ما إلى ذلك من آثار سلبية”.

وتابع قائلًا: “بمجرد أن سمعنا الخبر، طلبنا من خبراء معنيين الاجتماع بالعائلة، واتخذنا التدابير اللازمة بالتعاون مع خبراء مراكز أبحاث التوجيه للتواصل مع أتاكان وعائلته حول العملية التربوية والتعليمية، ونحن نعالج هذا التعامل الفردي بأسلوب منهجي، ونزود أطفالنا بكل ما يحتاجونه من خبراء ومعلمين، لكننا نقدم الدعم لهم بهدوء، في حين يمكن أن يؤدي نشر ما نقدمه عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام إلى بعض المواقف السلبية من حيث شخصية الطفل ونفسية الأطفال الآخرين وتوقعات العائلات الأخرى. نريد إغلاق هذا الموضوع هنا، يوجد في تركيا جميع  الخبرات المطلوبة في هذا المجال، ولدينا خبراء في جامعاتنا، وخبراء في وزارة التعليم، ونعد بفعل كل ما هو مطلوب”.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!