حسن بصري يالتشين – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

جربنا كل الطرق. مارسنا الدبلوماسية حتى النهاية. وجهنا تحذيراتنا. لا نسعى وراء الحرب، لكننا لن نتهرب منها أيضًا. لأن الأمر لا يتعلق فقط بأزمة إدلب، ولا بمسألة اللاجئين فحسب. 

لقد وصلنا إلى مرحلة مختلفة تمامًا. أظهر الجانب الآخر نواياه. إنه يسعى إلى إزالة المنطقة الآمنة التي بذلنا جهودًا كبيرة لإنشائها. 

من الواضح أنهم سوف يستهدفون بعد إدلب عفرين وجرابلس وحتى هطاي. لهذا لن نقدم على خطوة إلى الوراء، فالعنتريات لا تنفع مع بلدنا. 

نتحكم بغضبنا ولا نعطل عقولنا. صحيح أن قلوبنا تنفطر لسقوط جنودنا، لكن ذلك لن يكسر مقاومتنا، بل سيزيد وحدتنا. على الجميع أن يتعقل ويفكر. 

تقع إدلب على مرمى حجر منا. نريد حدودًا آمنة، وهم يريدون التوسع، فليتفضلوا ويجربوا. لكن حتى اليوم كل المكائد التي حيكت لنا في سوريا وقع فيها غيرنا. 

أسست تركيا بمفردها منطقتها الآمنة منذ عام 2016 حتى اليوم. لم تعد التنظيمات قادرة على تنفيذ هجمات ضدنا. تقدمنا أكثر نحو الجنوب. 

منذ عام 2013 وحتى اليوم تعرضت تركيا لكل أنواع الهجمات. هناك من شجع على العصيان في الشارع، واستخدم الإرهاب، ودعم المحاولة الانقلابية. 

لم نركع ونتخاذل، وعلاوة على ذلك أطلقنا عمليتنا العسكرية الرابعة. مع كل عملية أظهرت قواتنا تطورًا أكبر، وتقدمت تكنولوجيا الأسلحة لدينا. 

تركيا اليوم ليست كما كانت عليه قبل مئة عام. حاولوا قبل قرن من الزمن أن يمسحوا تركيا من الخريطة، لكنهم باؤوا بالفشل. واليوم يسعون إلى الحيلولة دون تعزيز قوتها. 

من حاولوا تأسيس دولة إرهابية على حدودنا الجنوبية رحلوا، وهم يقفون الآن حراسًا أمام حقول النفط في شمال سوريا. 

هذا ما سيحدث في إدلب أيضًا. كلما طالت حرب الاستنزاف هذه كلما زادت خسائرهم. لا يمكن إقامة نظام في سوريا رغم أنف تركيا. ومن غير الممكن أن تُحل المشاكل القائمة بعد الآن دون توافق بين تركيا والولايات المتحدة وروسيا. 

فإذا كانوا حقًّا يرغبون بالتوصل إلى حل، فإن تركيا مستعدة للتفاوض، لكنها لا تقبل الحلول أحادية الجانب. 

وكما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "سنضحي بكل شيء اليوم، بما في ذلك أرواحنا، حتى نصل غدًا إلى هذا الهدف".  

عن الكاتب

حسن بصري يالتشين

كاتب في صحيفة تقويم


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس