ترك برس

تركت أصلي أكسوي عملها كمديرة التسويق في إحدى شركات إنتاج النسيج والأغذية في مدينة إسطنبول المكتظة، واختارت الاستقرار في محلّة "يشيلتشام" في ولاية "موغلا" جنوب شرق تركيا لمواصلة تحقيق حلمها بتوفير فرص عمل للنساء القرويات.

تخرجت أكسوي البالغة من العمر 39 عاما من قسم إدارة الأعمال في جامعة الشرق الأوسط التقنية المرموقة بأنقرة، ونالت شهادة ماجستير في جامعة “كوتش”، وعملت بمناصب إدارية عليا في شركات بإسطنبول.

ورغم تقدمها في خطوات مميزة بوظيفتها إلا أنها قررت تحقيق أحلامها بالعودة إلى مسقط رأسها في محلة يشيلتشام التابعة لمنطقة "أولا" في ولاية موغلا.

بدأت أكسوي العمل في زراعة نبتة الهليون بالتعاون مع نساء حيّها على مساحة أرض تبلغ 40 فدانًا، ووصل إنتاج مشروعها السنوي إلى 10 أطنان. وحصلت على شهادة "المشروعات الزراعية الناجحة" من قبل وزارة الزراعة والغابات كتقدير لمشروعها واعتراف بنجاحه.

تحدثت أكسوي عن قصة نجاحها لوكالة الأناضول قائلة: "عدت إلى منطقتي. كان حلمي أن أؤسس مشروعًا تعتاش منه نساء قريتي، وينشطن في العمل فيه، ولذلك أسست مشروعي الخاص”. وقالت إنها أسست مشروع إنتاج الهليون في يشيلتشام قبل خمس سنوات تقريبًا على مساحة 2.5 فدان فقط، معربة عن سعادتها بتحقيق حلمها.

وبعد ملاحظتها للنجاح الذي حققته التجربة الأولى للمشروع، استأجرت أكسوي أرضًا بمساحة أكبر واصلت الإنتاج عليها. وعن سبب اختيارها لنبات الهليون، قالت أكسوي: "لقد تغيرت حياتي عند تذوقي الهليون لأول مرة في أثناء ذهابي بجولة عمل إلى نيويورك، فبدأت مشروعي بإنتاج الهليون مع خمس نساء فقط من القرية. وبمرور الوقت زاد الإنتاج وزادت الأيدي العاملة، فأنشأت منشأة تغليف تحتوي على مستودع، وغرف باردة، وأنظمة تبريد، وحصلت على إمكانية الحصاد المبكر".

وتعد نبتة الهليون من الأغذية المفيدة صحيا لاحتوائها على عدة فيتامينات، كما لا تقتصر فائدتها على الإنسان فقط بل للحيوانات والبيئة أيضًا. ولذلك كان من أسباب اختيار أكسوي لنبات الهليون تعريف الناس به وبفائدته.

وقالت أكسوي: "استمر حصادنا الأول لمدة ثلاثة أشهر في حقل الهليون، ثم طورنا إنتاجنا، وبدأنا بوضع علامتنا التجارية (Elibelinde) على منتجاتنا".

وذكرت أنها تشعر بسعادة غامرة لتوفيرها مصدر دخل لنساء قريتها، مضيفة: "تعمل على الأقل 10 خانات من القرية المكونة من 70 خانة معي في المشروع. وتعتمد زراعتي على النساء العاملات اللواتي يعد إسهامهن بهذا العمل المعيار الأكبر لنجاح المنتج. وقد وصلت منتجاتنا إلى عدة مناطق داخل الوطن، وبدأنا أيضا بتصديرها إلى الخارج منذ العام الماضي إلى ألمانيا وهولندا وسنغافورة ورومانيا. وهدفنا الرئيسي الآن هو تصدير منتجنا إلى عدة دول أيضا مما يساهم بتوفير فرص عمل أكثر لنساء القرية".

تحدثت وكالة الأناضول إلى إحدى السيدات العاملات في حقل الهليون، وتدعى بيرغول يايلالي، التي عبرت عن سعادتها بعملها قائلة: "عندي طفلان، ساهم الدخل الذي أحصل عليه من عملي في ميزانية الأسرة وساعدني أيضا على تعليم أطفالي".

أيضًا بدأت السيدة غُل باجي أوغلو العمل في الحقل منذ أربع سنوات. أما السيدة سافجان يايلالي التي عملت في الماضي بتربية الحيوانات، فقد التحقت بمشروع زراعة الهليون عند انطلاقه، مؤكدة سعادتها بتلبية احتياجات منزلها من خلال الدخل الذي تحصل عليه، وعبرت عن أملها بأن يتوسع المشروع قائلة: "ستنضم للعمل معنا نساء آخريات في القرية عندما يتوسع حقل إنتاج الهليون، ليصبح لديهن مصدر دخل".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!