كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

تشكل تركيا مثالًا يحتذى للعالم في مكافحة وباء انتشر على الصعيد العالمي. نعم، قد تكون هذه الجملة مزعجة لمن اعتادوا تشويه صورة بلدهم. 

لكن شاؤوا أم أبوا، تكافح تركيا فيروس كورونا بطريقة تليق بالإنسانية جمعاء، بينما تقدم أوروبا، التي يكنون لها كل الإعجاب، أداءً في غاية السوء. 

لكن حتى رؤية هذه الحقيقة والاعتراف بتميز تركيا مسألة كبيرة بالنسبة لهؤلاء. بعض المشاهير ممن أصبحوا أعداءً لبلدهم يبحثون عن انجازات حتى في كوبا، ولا يرون انجازات بلدهم. 

رضوا بالذهاب إلى الجانب الآخر من العالم عوضًا عن رؤية ما هو أمام أعينهم، ويقولون: "علينا أن نتعلم الإنسانية من كوبا"، فيا لهم من مساكين..

يعلمون أن أوروبا، التي تغنوا بها على مدى أعوام، لا خير فيها لنفسها. ولو أنهم قارنوها بتركيا لأصابهم الخزي. من هُرع إلى نجدة إيطاليا تركيا وليس أوروبا. 

لا يتحدثون حتى عن هذه الحقيقة. بينما تعاني إيطاليا ما بين الحياة والموت، تهربت أوروبا من تقديم المساعدات الطبية لها. فأسرعت تركيا إلى نجدتها. 

لكن عوضًا عن رواية القصص الإيجابية عن تركيا، يعملون على البحث عن حكايا مفبركة من كوبا وإبرازها. 

انظروا إلى مواقف الإنكليز من الوباء، إنها القسوة بعينها. وكأنهم يقولون "ليمت من يمت، وليحي من يحيى". ولأن الأتراك المقيمين في أوروبا يعرفون هذا الوجه الوحشي لها، يسعون للعودة إلى تركيا. 

يدرك الأوروبيون أيضًا أن دولهم محرومة من المشاعر وعديمة الرحمة. وهذا السبب في خوفهم وهلعهم. يعلمون أن دولهم ليست فداءً لمواطنيها، وإنما المواطنون للدول. وهم لهذا لا يثقون بها أبدًا. 

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من اللامبالاة بحيث يمكنه القول لمواطنيه: "الزموا منازلكم إن كنتم مرضى. خدمة الإنترنت متوفرة، يمكنكم الاستفادة منها".

أما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فموقفها أشبه بمن يقول: "ستصيب العدوى 80 في المئة من المجتمع. لا يوجد ما يمكن فعله. ستحسنون فعلًا إن تأقلمتم مع الوضع".

والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتحلى باللامبالاة نفسها، لا تتوفر الأنظمة الصحية ولا المشاعر الإنسانية. هذا هو حال أوروبا، الذي يرثى له، بعد أن كانوا يضربون بها الأمثال لتركيا..

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس