ترك برس

صادف يوم أمس ذكرى وفاة محسن يازجي أوغلو أحد رموز السياسة التركية، الذي توفي في 25 آذار/ مارس 2009 منذ 11 عامًا. ولد يازجي أوغلو في 31 كانون الأول/ ديسمبر 1954 في قرية إلمالي بولاية سيواس وسط تركيا، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي ببلدة شاركيشلا، وتخرج من كلية الطب البيطري في جامعة أنقرة.

كانت الخطوة الأولى ليازجي أوغلو في عالم السياسة انضمامه إلى حركة الشباب الوطنيين في شاركيشلا عام 1968. وفي عام 1972، بعد قدومه إلى أنقرة عمل في المقر العام للشباب الوطنيين، وشغل منصب نائب رئيس فرع الحركة في أنقرة ثم تقلد منصب الرئيس.

استمر يازجي أوغلو حتى عام 1978 كرئيس عام للحركة، حيث كان يمثل الجناح الإسلامي المعتدل لحزب الحركة القومية. وفي عام 1980، عُيّن مستشارا عاما في حزب الحركة القومية.

"يجب أن تحمل الأيدي قلما وليس بندقية"

دعا يازجي أوغلو باستمرار شباب الأناضول إلى أن يكونوا رجالا بقراءتهم وعلمهم لخدمة وطنهم وشعبهم. وكان قائدا في عمر 24 عاما، حين كتب رسالته إلى رئيس الجمهورية التركية فخري كوروتورك التي قال فيها: "يجب أن تحمل الأيدي قلما و ليس بندقية".

في عام 1980 قامت القوات المسلحة التركية بزعامة كنعان إفرين بانقلاب عسكري، وأعلن رئيس أركان القوات المسلحة التركية إيفرين تسلّم قيادة البلاد، وأعلن إيفرين حالة الطوارئ وإغلاق جميع الأحزاب، والقبض على كافة زعماء الأحزاب مثل نجم الدين أربكان وسليمان دميريل وبولنت أجاويد وألب أرسلان توركش ومحسن يازجي أوغلو.

لم تتم إدانة يازجي أوغلو عند محاكمته، ولم يتلقَّ أي عقوبة حتى نهاية حبسه الذي استمر سبعة أعوام ونصف. ثم عاد إلى السياسة مرة أخرى عام 1987 رغم أنه سجن لأسباب سياسية، وعُيّن نائبا للأمين العام لحزب العمل القومي (MÇP).

انتُخب يازجي اوغلو نائبا عن سيواس في الانتخابات العامة لعام 1991، ووصل إلى مفترق طرق مع حزبه MÇP لعدم تطابق وجهات نظرهم السياسية، وانفصل مع مجموعة من أصدقائه عنه عام 1992، وأسس حزب الاتحاد الكبير (BBP) في عام 1993 الذي كان رئيسا له.

عاد يازجي اوغلو في 24 كانون الأول/ ديسمبر 1995 إلى البرلمان التركي متحالفا مع حزب الوطن الأم (ANAP). وفي عام 1996، استقال من حزب الوطن الأم ليعود إلى حزب الاتحاد الكبير بعد احتجاجه على الانتخابات العامة المبكرة. وفي 22 تموز/ يوليو 2007، دخل البرلمان التركي بعد انتخابه نائبًا مستقلًا عن ولاية سيواس.

في 25 آذار/ مارس 2009 استأجر يازجي أوغلو طائرة مروحية لأول مرة في طريقه إلى أحد المؤتمرات. سقطت الطائرة على قمة جبل في ولاية كهرمان مرعش، وعثر على جثته وجثث خمس مرافقين له في منطقة جبل "كاش"، ودفن في جمعية "تاج الدين درغاهي" (Taceddin Dergahı) بناءً على وصيته في 31 آذار 2009.

وبعد وفاته سميت شوارع وحدائق ومدارس في ولاية سيواس وبعض مدن الأناضول باسم محسن يازجي اوغلو، حتى إن بعض الدول الصديقة لتركيا مثل باكستان فعلت ذلك.

عٌرف يازجي أوغلو أيضا بأشعاره إضافة إلى ممارسة السياسة، وبعد وفاته اشتهرت قصيدته "أشعر بالبرد" (Üşüyorum) التي كتبها في فترة سجنه، وتذكره معجبيه بهذه القصيدة بعد العثور على جثته بين الثلوج عند تحطم المروحية.

ومن سطور هذه القصيدة:

في داخلي سلام، أفكر بالخلود، يا صاحب الخلود، أريد الوصول إليك، توقّف لا تغلق نوافذي، لا تغلق شمسي، فالأرض باردة جدا، وأنا أبرد...

تميزت يازجي أوغلو مؤسس حزب الاتحاد الكبير بخطاباته التي أدلى بها طوال مسيرته السياسية، خاصة بعد أن سجن عقب الانقلاب العسكري عام 1980 لمدة سبع سنوات ونصف، وهو معارض للانقلابات العسكرية طوال حياته السياسية.

وقد قال عند وقوفه في وجه انقلاب 28 فبراير: "الجيش في مقلتينا، لكننا لا نرحب بالدبابة التي أدارت فوّهتها إلى شعبها".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!