حسن بصري يالتشن – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

تعود الحياة إلى طبيعتها تدريجيًّا. لكن يتوجب علينا أن نكون حذرين جدًّا، لئلا نفسد الأمور بعد كل هذه المسيرة الناجحة. بعد كل تلك القيود يجب ألا نعود إلى نقطة البداية. 

علينا ألا نزيد الأعباء الاقتصادية التي تحملناها. سيكون خطرًا أن نتراخى في التدابير لأن أرقام الإصابات بكورونا بدأت تنخفض. وإلا سنعود للوراء ولن يبقى معنى لكل ما فعلناه. 

أهم مسألة بعد الوياء ستكون الاقتصاد. كان من سوء حظنا أننا واجهنا هذا الوباء بعد أن بدأ الاقتصاد بالتعافي، حيث ظهرت للمرة الأولى أرقام نمو اقتصادي حقيقية، وأسعار الفائدة انخفضت.

تعيش تركيا كفاحًا هامًّا بعد أن ضحت على مدى عشرات السنوات باستقلال قرارها مقابل تدفق الأموال وفق مخططات صندوق النقد الدولي والتعود على تلقي المال بسهولة. 

استمرار الاقتصاد الليبرالي الجديد على الصعيد العالمي سيواجه مشاكل كبيرة خصوصًا بعد وباء كورونا. ستكون البلدان منغلقة على نفسها أكثر وستعتمد على مواردها المحلية أكثر.

وربما يحدث انكماش في الاقتصاد العالمي بسبب ضعف التجارة. أظهر الوباء أن تحقيق الربح الليبرالي ليس القيمة الوحيدة المأمولة. وقد ينتشر على نطاق أوسع في البلدان المختلفة منطق الربح الأقل لكن مع الخدمات الصحية أو الإ،تاج المحلي بشكل أكبر.

تركيا اكتشفت في هذا الطريق الظروف الجديدة للسياسية العالمية قبل تفشي كورونا وليس أثناءه. إن لم تكن المساعي لتركنا وحيدين في الساحة بسوريا قد علمتنا الشيء الكثير، فهي علمتنا أنه يتوجب علينا عدم الثقة بحلفائنا. 

تعلمنا أيضًا أن من الممكن ألا نتمكن من استلام أسلحة من حلفائنا، على الرغم من أننا دفعنا ثمنها. كما تعلمنا أن من الممكن سحب بطاريات صواريخ باتريوت من بلادنا في أحلك الأوقات. 

وفي هذا السياق أيضًا تعلمنا أن الولايات المتحدة وروسيا يمكنهما أن تعملا معًا من أجل التضييق على تركيا في سوريا. 

علاوة على ذلك، تعلمنا أنه لا يمكن الاعتماد على بلدان أخرى للحصول على تكنولوجيا الطائرات المسيرة بنوعيها التكتيكي والمسلح. 

فماذا فعلت تركيا؟ أوجدنا الحلول لكل تلك المشاكل خطوة تلو أخرى. تعودنا على القيام بعملنا بأنفسنا. رفضنا علاقة التبعية من جانب واحد. 

علينا أن نبدأ معركة مشابهة على الصعيد الاقتصادي. في نهاية أيام الوباء سيكون الاقتصاد القوي والمستقل أكبر مكسب لتركيا. قد يكون هناك خسائر لكننا سنكون في مأمن.

عن الكاتب

حسن بصري يالتشين

كاتب في صحيفة تقويم


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس