ترك برس

عشية عيد الفطر في هاتاي التركية تنبعث روائح الفحم لتتزاوج مع طعم الحلوى المتبلة حول كل منزل، لينبثق من كل ذلك عبق التاريخ والحضارة والأديان.

تستقبل نساء منطقة "حسنلي" التابعة لولاية "هاتاي" جنوب تركيا، عيد الفطر بتحضير حلويات "الكومبي" المحشوة (Hatay kombesi) أو المعمول، التي تعتبر عادة عريقة من عادات تلك المنطقة، حيث يتم تحضيرها في المنزل ووضعها في أفران خشبية تظل مشتعلة حتى بعد رمضان بسبب الطلب الكبير عليها، وتقدم للضيوف في العيد.

تحضر العائلة من 5 إلى 10 كيلوغرامات من حلوى الكومبي، التي تحضّر عجينتها من الدقيق، ومسحوق الخبز، والحليب، والزيت، والسمسم، والحبة السوداء، والطحينة، والتوابل الأخرى، ثم يتم حشوها بالجوز والتمر وتشكيلها في قوالب خاصة ثم صفّها على الصواني ووضعها في الفرن على نار خشبية. ويتم تناولها في أيام عيد الفطر مع الشاي أو الحليب الساخن.

وتقوم نساء المنطقة بإعداد حلوى الكومبي بمساعدة أقاربهن وجيرانهن في رمضان منذ العشاء وحتى السحور، ثم ينتظرن بالدور لطهيه في الأفران الخشبية، حيث تراعى في الطوابير المسافة الاجتماعية خاصة في ظل الظروف الوقائية الحالية.

ويذكر أن مطبخ ولاية هاتاي يضم موروث 15 حضارة قديمة من مأكولات الأتراك والعرب والأكراد والآشوريين والمسيحيين والعلويين في المنطقة.

وقد كرّمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) هاتاي في عام 2017 لما تتميز به من تنوع وثراء مأكولاتها في العام 2017 - إذ تحتوي قائمة أطباقها على ما يقرب من 600 طبق من الأطعمة الشهية والحلويات - حين أدرجت هاتاي على "شبكة المدن المبدعة"، وهي مبادرة تهدف إلى تعزيز التعاون مع وبين المدن التي حددت الإبداع بوصفه عاملا استراتيجيا للتنمية الحضرية المستدامة.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!