ترك برس

كما أن الدنيا يسر وعسر، كذلك الزواج تأتي عليه أيام منها الأسود ومنها الأبيض، ويظهر تقلب الأيام أروع صور التضحية والوفاء بين الأزواج.

اعتنى بزوجته القعيدة منذ 10 سنوات

يقيم الزوجان نوراي وشوكرو دمير في منطقة سولوفا بولاية أماسيا شمال تركيا، ويمثلان رمزًا للحب والوفاء بزواجهما الذي استمر منذ 43 عامًا. أصيبت الزوجة نوراي بالشلل وظلت طريحة الفراش منذ عشرة أعوام، ويرعاها زوجها بحب وود منذ اليوم الأول.

يلبي الزوج احتياجات زوجته اليومية، ويرعى أطفاله الثلاثة، ورغم كل الصعوبات التي رافقت ذلك إلا أنه لم يتردد بذلك يومًا واحدًا. وفي حديث لوكالة إخلاص للأنباء، قال الزوج شوكرو: "تزوجت زوجتي عن حب، ولا زلت إلى اليوم أعشقها بعشق اليوم الأول، سأبقى إلى جانبها ما حييت، في صحتها وفي مرضها، لن أتركها أبدًا.

أكد دمير أن الدولة تقدم له دعمًا معنويًا وماديًا شهريًا، وقال: "بارك الله برئيس جمهوريتنا ووزير داخليتنا ورئيس بلديتنا فاتح أوتشوك الذين لم يتوقفوا عن دعمنا أبدًا. تأتي موظفات من النساء العاملات في مشروع الأيدي الماهرة إلى منزلنا، ويقمن بتنظيف المنزل بتفاصيله، ويجلبن لنا الطعام إلى باب منزلنا. أشكر الجميع الذين لولا دعمهم لكان صعبًا علي تلبية احتياجات زوجتي المريضة".

أوصى شوكرو دمير الشباب والأزواج بوصية قائلا: "خفت على زوجتي عند تفشي الوباء، وأنا أنظف كل شيء من حولي بعناية وأعقمه خوفًا عليها فهي أم أبنائي، ماذا سأفعل من دونها؟ أدعو ربي أن يسلّمها لي، وأشكر الله على ذلك. يكفيني وجودها بجانبي الذي يمنحني القوة. يا شباب لقد أخذتم زوجاتكم بثور الزفاف، فأحبّوهن حتى الممات. لا أحد يعلم ما الذي سيحدث غدًا. لا تستغنوا عن حبكم".

ترعى زوجها المعاق منذ 15 عامًا

تزوجت عديلة أوزدن، البالغة من العمر 34 عامًا، زوجها عيسى أوزدن الذي كان يعمل في قوالب الإنشاءات في عام 2005. وقد جرت مشيئة الله على أن يقع زوجها في أثناء عمله بالإنشاءات عند معاناته من نوبة صرع بعد أربعة أشهر من زواجه، مما أدى لفقده القدرة على المشي والسمع والنطق بنسبة 90 بالمئة.

حملت بطفلتها الأولى ماهينور قبل حادث زوجها، واعتنت به وبطفلتها منذ ذلك الحين، فكانت تطعمه وتسقيه وتقدم له كل ما يحتاج إليه، وتفهم ما يريد من نظرة عينه وتعابير وجه، ولا تتركه أبدًا. تبلغ ابنتهما من العمر 14 عامًا، وقد رزقا بابنة ثانية هي نيسانور ذات الأربعة أعوام.

تستلم عائلة أوزدن معاشًا شهريًا لرعاية الزوج العاجز، كما تساهم الزوجة بدخل المنزل ببيعها أعمالًا يدوية تقوم بصناعتها منذ العام الأول لزواجها، وتهدف من عملها لتوفير كل ما يلزم زوجها وابنتيها حتى لا يحتاجوا لأحد.

تحزن أوزدن كلما سمعت أحاديث تدعوها لترك زوجها والالتفات لنفسها باعتبارها ما زالت شابة، وتعرب عن تمسكها بعائلتها، وتحمد الله على حالها. وتقول في حديث لوكالة الأناضول إن زوجها كان سيعتني بها لو كانت في مكانه: "لم يتغير حبي له وحبه لي ولم ينقص، فهو كما كان منذ اليوم الأول".

وتضيف أوزدن: "يمر على الزوجين يوم جيد ويوم سيء، ومرض وصحة، ويكافحان معًا في هذه الحياة. لا توجد أي صعوبة بمكافحتي وحدي ولن أترك زوجي لوحده أبدًا. أحاول تقديم أفضل ما بوسعي له، أخرجه أحيانًا من المنزل حتى لا يشعر بالضجر، وأساعده بعمل التمارين الرياضية. زوجي مصدر سعادتي وبهجتي في هذه الحياة. لم يساعدني أحد في رعايته والاهتمام به، لكنني لم أستصعب ذلك".

وتابعت قائلة: "ينبغي أن أكون قوية لأنني مسؤولة عن رعاية بناتي أيضًا. كنت من قبل زوجة عيسى فقط، أما الآن فأنا صديقته وممرضته وطباخته، أنا كل شيء له. نخرج معًا إلى الخارج ونشاهد المسلسلات معًا. يسعدني أن أكون معه، ولو ولدت مرة أخرى فلن أتزوج غيره".

يشهد تكين كوروجو، مختار حي أشايي بازار الذي تقيم فيه عديلة وزوجها، على المودة والرحمة بينها وبين زوجها، كما يشيد جيرانهما بهما، ويقولون إنهم تعلموا منهما الحب والاحترام لبعضهما البعض.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!