ترك برس

تزخر تركيا بثروات طبيعية جمة ومنتجات زراعية مميزة منها الفطر البري، حيث تنتج أجود أنواعه مثل الموريل والمحاري والأصفر والدب وفطر الكمأ. وتنتج ولاية بورصة شمال غربي تركيا أفخم أنواع الفطر التي يتم تصديرها لأكثر من عشرة دول أوروبية ومن بينها إيطاليا.

يقوم الفلاحون الأتراك بجمع الفطر من غابات بورصة الساحرة، وقد زادت صعوبة ذلك على بعضهم في ظل إجراءات الحجز المنزلي بسبب تفشي فيروس كورونا.

يكسب سكان قرية "سونلوك" في منطقة "مصطفى كمال باشا" ببورصة قوت يومهم من خلال جمع الفطر، ويحصدون 8 أنواع من الفطر تنمو في قراهم، ويوصف الباحث عن الفطر بالصياد الذي يتتبع أثر الفطر الجيد على طريقته التقليدية التي تعلمها من أجداده، حيث يمشي الصيادون بحثا على الفطر القيم 30 كيلومترًا في جبال بورصة.

يجمع الفطر المزروع في غابات قرية سونلوك لمدة 4 أشهر في السنة، ويعتبر أكبر بوابة دخل للقرويين، ومن أشهر تلك الأنواع في غابة القرية فطر الدب الذي يستخدم عادة في البيتزا. وبينما يبيع القرويون كيلوغرام فطر الدب مقابل 25 ليرة، فإنه يباع مقابل 30 يورو في إيطاليا.

وهناك نوع آخر اسمه الفطر الأصفر الذي يتم تصديره إلى العديد من البلدان في الخارج مقابل 20 ليرة تركية، ويصل ما يجمعه الفلاحون يوميًا من الفطر 50 كيلوغرامًا في بعض المواسم.

ويقول مختار قرية سونلوك، أرسين أوصلو، إن الفطر أحد مصادر الرزق المهمة لأهل قريته، ويضيف: "نجمع الفطر في غاباتنا لمدة 4-5 أشهر من السنة، علما أن فطر الدب هو فطر قيم للغاية ويحبه الإيطاليون ويستخدمونه في البيتزا ويستوردونه من عندنا، أما الفطر الأصفر اللون وهو ذو قيمة غذائية كبيرة فيتم تصديره لمعظم الدول الأوروبية".

ويقول مصطفى مميش، أحد أبناء القرية الذي يجمع الفطر في الجبال منذ عدة  سنوات، ويضيف" "يسموننا صيادي الفطر. نجمع الفطر عن طريق المشي في الجبال ونتقفّى أثره ونجمعه من الغابة والسّفوح لمدة 4 أشهر، وأنا أعمل في البحث عن الفطر في الجبال منذ 25 عامًا لأحصل على 200 ليرة تركية يوميًا".

من جهة أخرى ينمو فطر الكمأة البيضاء في تركيا وفي منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط بشكل عام، ولا يباع في الكثير من الأحيان نظرا لمحتواه البروتيني العالي وأملاح البوتاسيوم والصوديوم والمغنسيوم. وتستخدم الكمأة لمعالجة "الرمد الربيعي" أو "التراكوما"، ويعتبر الكمأ الأبيض أغلى أنواع الفطر في العالم.

فيما ينمو فطر "الموريل" في غابات قضاء صاري قامش، بولاية وان شرقي تركيا، ويُباع طازجا بالكيلوغرام لتجّار الجملة بمبلغ 600 ليرة تركية، ويباع مجفّفا أحيانا ولكن لفترة قصيرة، وهو ما يعتمد عليه الأهالي كمصدر آخر لدخل إضافي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!