كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

اختلت التوازن تمامًا لدى حزب الشعب الجمهوري. 

لم يدع في الأيام الماضية خطأً إلا وأقدم عليه. 

فهناك من أعضائه من يقول: "لن نسمح لأردوغان بابتلاع نفط ليبيا".

ويخرج آخرون ليقولوا: "أغلقنا أيا صوفيا، ولنغلق أيضًا قصر طوب قابي ومسجد السلطان أحمد".

فهل تتخلى تركيا عن ليبيا لحزب الشعب الجمهوري، بعد أن حمتها في وجه روسيا وغيرها؟ 

هي مجرد تهديدات جوفاء. لكنها تتيح الفرصة أمام تركيا كي تتعرف على حزب الشعب الجمهوري في عهد كمال قلجدار. 

هكذا يتضح أن تركيا لا تدافع عن مصالحها في البحر المتوسط فحسب، بل في الداخل أيضًا بمواجهة حزب الشعب الجمهوري. 

هذه التهديدات التي أطلقها أعضاء حزب الشعب الجمهوري في البرلمان ليست في الواقع خالية من المعاني. فهي تكشف أمام الشارع حقيقة الجبهة المناهضة لتركيا والممتدة من الشرق إلى الغرب. 

بذل حزب الشعب الجمهوري كل ما في وسعه حتى لا يسمح "لأردوغان بابتلاع سوريا". ولعلكم تذكرون أن وفدًا من الحزب توجه إلى دمشق والتقط صورًا مع الأسد. 

الأمر الأكثر مأساوية هو الحملة التي طالب الحزب من خلالها بعدم دخول القوات التركية إلى عفرين، بهدف إنقاذ تنظيم "ي ب ك/ بي كي كي" الإرهابي. 

وبالغ الحزب في إصراره إلى درجة المطالبة بعدم الدخول إلى مركز المدينة بعد السيطرة عليها. 

لم تأخذ تركيا في الاعتبار لا كلام الولايات المتحدة ولا مطالب روسيا، وأٌقدمت على تنفيذ عملية نبع السلام، وهي أكبر عملية عسكرية تركية خارج الحدود.

وعبر نبع السلام تمكنت من تطهير حدودها من التنظيم الإرهابي على عمق 30 كيلو مترا. وبعد هذه العملية، دفعت تركيا الولايات المتحدة وروسيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات والقبول بمطالبها. 

سيكون من المفيد بالنسبة لحزب الشعب الجمهوري أن يلقي نظرة على ما حققته تركيا من إنجازات في الأعوام القليلة الماضية. 

لربما ستتكون لديه عندها فكرة واضحة بأن تركيا لم تسمح للتحالف القذر ضدها الممتد من الشرق إلى الغرب، ولا للولايات المتحدة ولا لروسيا بأن تهضم حقوقها، ولن تسمح أيضًا لحزب الشعب الجمهوري بابتلاع ليبيا..

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس