ترك برس

على مدى سنوات عديدة، تحوّلت إثيوبيا الإفريقية غير الساحلية إلى وجهة رئيسية للمستثمرين الأتراك في القارة. وتُعدُّ تركيا ثاني أكبر مستثمرٍ في إثيوبيا مع رأس مال استثماري يبلغ 2.5 مليار دولار، وفقًا للجنة الاستثمار الإثيوبية. 

وقد دفعت الاتصالات بين الشعوب وتغيّر المفاهيم الشركات التركية إلى توظيف 30 ألف إثيوبي، حيث نجحت الدولتان في بناء علاقات في عدة مجالات.

وفي لقاءٍ مع وكالة الأناضول قال سليمان أراغو، مالك وكالة السياحة والسفر "إسطنبول أديس" (Istanbul Addis)، إن الأعمال التجارية المتزايدة والاتصالات بين شعبي البلدين على مدى العقد الماضي ساهم في تكوين آراء مستنيرة وتبديد المفاهيم غير الواعية.

وأضاف أراغو، الذي عاد إلى أديس بابا بعد إتمام دراسته في تركيا: "المفهوم العالمي السابق الذي صوّر إثيوبيا على أنها دولة فقيرة جائعة كان سائدًا في أذهان بعض الأتراك. ومن ناحية أخرى، اعتاد الإثيوبيون على اعتبار تركيا دولةً معلقةً ومحافظةً دينيًّا".

ومن جهته قال آدم كامل، وهو عالمٌ إسلاميٌّ مشهور، لوكالة الأناضول إن آراءه حول تركيا وشعبها تشكّلت مع التبادلات الفكرية والتواصل الشخصي على مدى العقود الأربعة الماضية.

يقول كامل: "لقد قابلتُ أشخاصًا أتراك على مدى هذه السنوات وتبادلت وجهات النظر معهم، وصادقتُ العديد من المواطنين الأتراك. إنهم يحترمون إثيوبيا ويحبونها. وهذه إحدى التصورات العامة الشائعة حول الشعب التركي في إثيوبيا".

وأشار كامل أيضًا إلى مساهمة إثيوبيا في انتشار الإسلام، وعلاقة بلال الحبشي الرفيق المقرّب للنبي محمد - عليه الصلاة والسلام - بالبلاد. وأضاف: "لهذا يشعر الشعب التركي ومؤسساته بالدَّين لإثيوبيا لمساهمتها في الإسلام".

وقال كامل إن العلاقات الإثيوبية التركية لا تقتصر فقط على التاريخ الديني، بل إن إثيوبيا تحظى باحترامٍ في تركيا كدولة إفريقية قديمة وفريدة ومؤثرة.

قوة تركيا العالمية

ووفقًا لكامل، فإن إحدى المهام الأبدية للمسلمين كانت إيجاد دولة أو منظمة جديرة بالثقة يمكنها أن تعزّز بشكلٍ موثوقٍ القضايا السلمية والعادلة للإسلام على مستوى العالم.

وبحسب كامل، فإنه على الرغم من التوقّعات التي عُلّقت على جامعة الدول العربية التي تتّخذ من القاهرة مقرًّا لها، إلا أنها أثبتت أنها مجرد جمعية نقاش، حتى أنها فشلت عمليًّا في تعزيز القضية الفلسطينية في المنتديات العالمية.

وعلّق كامل على الرأي العام في بلاده وبين العلماء المسلمين حول تركيا، قائلًا بأنها أصبحت قوةً أخلاقيةً دوليةً قادرةً على النهوض بمصالح المسلمين.

ومن جهته قال أراغو إن العديد من الإثيوبيين الذين يسافرون إلى تركيا، ينظرون إليها على أنها دولة علمانية متطورة، تنعم بالناس العاملين والدؤوبين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!