ترك برس

تأمل "باموك كاله" (Pamukkale)، وهي معلمُ سياحيٌّ بارزٌ طبيعيٌّ في ولاية دينيزلي جنوب غرب تركيا، باجتذاب حوالي مليون سائحٍ خلال الأشهر الستة القادمة مع بدء إعادة الحياة إلى طبيعتها في تركيا ورفع إجراءات تقييد الحركة التي كانت مفروضةً لمنع تفشّي وباء كوفيد19.

وتُعدُّ باموك كاله إحدى مواقع التراث العالمي المُدرجة في اليونسكو، كما تُشتهر بمياهها الحرارية الغنية بالمعادن وتراسات الحجر الجيري الأبيض.

وفي لقاءٍ مع وكالة الأناضول قال غازي مراد شين، وهو رئيس جمعيةٍ محليةٍ للسياحة وإدراة الفنادق، إن باموك كاله فتحت من جديد أبوابها للزوار مع اتخاذ إجراءاتٍ وقائيةٍ صارمة تمنع تفشّي وباء كوفيد 19 وتزوّد الضيوف بأعلى معايير النظافة.

وقد بدأت تركيا برفع التدابير الاحتياطية المُتخذة لمنع تفشّي الوباء وإعادة الحياة إلى طبيعتها في الأول من حزيران/ يونيو الجاري. وحتى الآن، تمّ السماحُ بإعادة فتح المقاهي والمطاعم والشواطىء والحدائق والأماكن المماثلة.

وشدّد شين على أن الإجراءات المُتخذة في الفنادق لمنع تفشّي الوباء كانت في أعلى مستوياتها، قائلًا: "لا نعتقد أننا سنرى حالاتٍ مصابةٍ بالفيروس هنا بسبب الإجراءات الصارمة التي نتخذها".

وتخطّط الفنادقُ لاستقبال حوالي مليون سائحٍ حتى نهاية العام، في باموك كاله أو "الفردوس الأبيض" كما يُطلَق عليها.

وقال شين إن يتوقّع قدوم ما يقرب من نصف السياح الأجانب من الشرق الأقصى، مضيفًا أنه "بمجرد أن تبدأ رحلاتُ الركاب بالطيران من الخارج مرةً أخرى، سيأتي هؤلاء الضيوف على الفور".

ومع إعادة الحياة إلى طبيعتها، تتوقّع فنادق باموك كاله استقبال حوالي 600 ألف ضيفٍ من كلٍّ من الصين وكوريا الجنوبية وماليزيا وإندونيسيا واليابان وروسيا.

وتحظى البركةُ الطبيعيةُ التي تقعُ إلى جانب كومةٍ من تراسات الحجر الجيري الأبيض اللامع، بشعبيةٍ خاصةٍ لدى السياح. ويعودُ تاريخ هذه البركة إلى هيرابوليس القديمة، وقد تشكّلت طبيعيًّا بعد انهيار سلسلةٍ من الأعمدة في زلزال عام 692 ميلادية، ممّا تسبّب في ضخّ المياه الحرارية.

ومع درجة حرارتها الثابتة عند 36 درجة مئوية (96 درجة فهرنهايت) على مدار العام، تحقّق البركةُ نجاحًا كبيرًا مع الزوار الذين يسعون للاستحمام في المياه التي يُعتقد أنها تحتوي على خصائص علاجية لمكافحة أمراض القلب والأوعية الدموية والروماتيزم وأمراض الجلد والأعصاب والاضطرابات المعوية.

ومع تراجع أعداد الإصابات استأنفت تركيا الرحلات الداخلية، حيث سجّلت البلادُ حتى مساء 17 حزيران/ يونيو الجاري تعافي 154 ألفًا و640 مصابًا بكوفيد 19، كما أجرت أكثر من 2.33 مليون اختبارٍ للإصابة بالفيروس، في حين بلغ عددُ وفيات الوباء 4861.

يُذكر أن وباء كوفيد 19 قد انتشر منذ ظهوره الأول في الصين في كانون الثاني/ ديسمبر إلى 188 دولة ومنطقة على الأقل. وقد كانت الولايات المتحدة والبرازيل وروسيا، إلى جانب العديد من الدول الأوروبية، البلاد الأكثر تضرّرًا في العالم.

ووفقًا للأرقام التي جمعتها "جامعة جونز هوبكنز" الأمريكية، فقد أدّى الوباءُ إلى وفاة أكثر من 403 آلاف شخص حول العالم، مع أكثر من 7.03 مليون حالة إصابة مؤكدة وحوالي 3.15 حالة تعافي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!