كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

في منتصف الليل قبل أيام، أطلقت تركيا عملية جوية مفاجئة تحت اسم "عملية مخلب النسر"، ضد تنظيم "بي كي كي" الإرهابي. 

قصفت القوات المشاركة في العملية بنجاح 81 هدفًا تم تحديدها مسبقًا في كل من جبل قنديل ومناطق التمركز الاستراتيجية كسنجار وقراجاق والزاب وأفاشين وباسيان وغارا وهاكورك في شمال العراق. 

وفي الحقيقة، تسير العمليات ضد هذا التنظيم الإرهابي خارج الحدود التركية خطوة خطوة في إطار استراتيجية "مخلب النسر" الشاملة، منذ مدة طويلة.

تكمن أهمية هذه العملية الجوية في أنها تأتي بالتزامن مع تحرك قيادات التنظيم في قنديل، المعروف بأنه معقل "بي كي كي"، في مسعى لنشر المسلحين في مساحات واسعة، تمتد بين الأراضي العراقية والإيرانية. 

وما أن علمت القوات المسلحة التركية بتحركات "بي كي كي" قامت بتنفيذ عملية جوية واسعة النطاق، كبدت التنظيم من خلالها خسائر فادحة. 

منذ مدة طويلة، لم يعد جبل قنديل ملاذًا آمنًا بالنسبة لعناصر "بي كي كي". ولجأ قادته إلى مناطق جبلية مثل زاغروس، يعتبر الوصول إليها أصعب نسبيًّا. كما أنهم في حركة دائمة خشية أن ترصدهم الطائرات المسيرة التركية.

تعمل قيادات التنظيم على نشر المسلحين في المناطق المستهدفة في عملية "مخلب النسر". ونظرًا لأنها لم تحصل على الحماية الكافية من بارزاني فهي تنشر قواتها على دفعات. 

ومما علمناه من الأنباء الواردة من المنطقة أن قيادة القوات الأمريكية في سوريا وجهت رسالة إلى قيادات "بي كي كي" أوصتهم فيها بنقل مسلحي التنظيم إلى إيران حيث يمكن أن يصبحوا في مأمن. 

بعد تطهير أرباف تركيا من التنظيم الإرهابي من الواضح أنه حتى جبل قنديل، الذي كان يعد عصيًّا على الهجمات، أصبح مكانًا لا يمكن الاختباء به، بفضل العمليات العسكرية الحازمة للقوات التركية. 

يعيش "بي كي كي" انهيارًا كبيرًا من الناحية المعنوية، ولهذا فإن كل آماله معلقة على تحالف حزب الشعوب الديمقراطي مع حزب الشعب الجمهوري. 

وإذا تمكن الحزبان من إيقاف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان فإنهما سينقذان التنظيم من التصفية والدمار. هذا هو كل ما يأملونه.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس