ترك برس

طلبت فرنسا إعادة النظر في العلاقة المستقبلية بين الاتحاد الأوروبي وتركيا على خلفية توتر بين البلدين حول الملف الليبي.

جاء ذلك على لسان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، في تصريحات أمام مجلس الشيوخ، اليوم الأربعاء. وفق وكالة "RT".

وقال لودريان: "فرنسا تعتبر ضروريا أن يفتح الاتحاد الأوروبي سريعا جدا مناقشة بالعمق وبلا محرمات وبدون سذاجة، حول آفاق العلاقة المستقبلية بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة، وأن يدافع بحزم عن مصالحه الخاصة لأنه يملك الوسائل لذلك".

وفي وقت سابق زعم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن تركيا تمارس "لعبة خطيرة" في ليبيا، وأنه بحسب التطورات في هذا البلد مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ونقلت وسائل إعلامية عن ماكرون قوله "لقد كانت لدي فرصة لأقول بكل وضوح للرئيس أردوغان إنني على اعتقاد أن تركيا تلعب لعبة خطيرة في ليبيا".

وأضاف ماكرون أن "هذا الأمر يتعارض مع التزاماتها (تركيا) التي تعهدت بها خلال مؤتمر برلين (في يناير الماضي)". حسب زعمه.

"خسوف للعقل"

وقالت الخارجية التركية "إن وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دعمنا للحكومة الشرعية في ليبيا بطلب منها وفي إطار قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بـ ``اللعبة الخطيرة``، لا يمكن تفسيره سوى بأنه خسوف للعقل".

وجاء في بيان نشرته الوزارة ردًا على الرئيس الفرنسي: "لو تفقد السيد ماكرون ذاكرته واستخدم تفكيره السليم فسيتذكر أن المشاكل التي تعيشها ليبيا ناتجة عن هجمات الإنقلابي حفتر الذي يدعمه، والذي رفض التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في موسكو وبرلين. تتحمل فرنسا مسؤولية كبيرة في جرّ ليبيا إلى الفوضى عبر دعمها كيانات غير شرعية لسنوات، وبالتالي فهي التي تلعب اللعبة الخطيرة في ليبيا.

على الرغم من أن ماكرون يحاول التستر على هذه الحقائق بمزاعم لا أساس لها ضد تركيا، فإن الشعب الليبي لن ينسى أبدا الأضرار التي سببتها فرنسا في ليبيا بما تتماشى مع مصالحها الأنانية وأهداف المتعاونين معها..

يجب أن تتبنى فرنسا نهجًا مبدئيًا للتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبتها ميليشيات الانقلابيين والمرتزقة التابعة للانقلابي القرصان حفتر ضد المدنيين الأبرياء، ولا سيما المقابر الجماعية التي تم اكتشافها في ترهونة.

من ناحية أخرى، فإن صمت فرنسا على مصر، التي تدعم الانقلابي حفتر وتهدد ليبيا بالتدخل العسكري، هو أمر يلفت الانتباه.

يجب على فرنسا التي لا تطل على شرق المتوسط، أن تعلم أن سلوكها كدولة ساحلية في شرق المتوسط لا يمنحها سلطة اتخاذ قرارات بشأن القضايا الإقليمية. إن تجاهل فرنسا لحقوق تركيا المشروعة في المنطقة، وانصياعها وراء طموحاتها الجامحة غير المنضبطة، يزيد من التوترات أكثر من الحفاظ على الاستقرار والسلام. من الواضح منذ فترة طويلة أن فرنسا لم تكن قادرة على تقييم التطورات في شرق المتوسط بشكل صحيح ومحايد أو أنها في الأساس لم ترد ذلك.

إن حلف شمال الأطلسي، الذي يقوم بمهامه حتى أثناء جائحة كوفيد-19 التي تؤثر على العالم بأسره، والموقف القوي لتركيا في هذا الحلف واضحان تمامًا، وحظيا بتقدير الرأي العام للدول الأعضاء في الحلف. وفي ظل هذه الظروف، فإن إعادة الرئيس الفرنسي خطابه "الموت السريري لحلف الناتو" بناءً على حادثة مزعومة، يشكل مظهرا من مظاهر النهج المشوه.

ندعو فرنسا ورئيسها للعمل على أساس علاقات الصداقة والتحالف، وإنهاء خطواتها التي تعرض أمن ومستقبل كل من ليبيا وسوريا وشرق المتوسط للخطر، واستخدامها لقنوات الحوار القائمة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!