ترك برس

ارتفع الطلب على الطاقة في تركيا مع تخفيف القيود الوقائية التي كانت مفروضةً خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة لمنع تفشي وباء كوفيد19 في البلاد، وفقًا لكبير الاقتصاديين ألفارو أورتيز في قسم "بيغ داتا" في مركز "بي بي في إى للأبحاث".

وذكر أورتيز يوم الاثنين الماضي لوكالة الأناضول إن الطلب قد ارتفع بنسبة 1 بالمئة بدءًا من 17 حزيران/ يونيو، مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي. 

وقد اتّخذت تركيا العديد من الاحتياطات لمنع تفشي وباء كوفيد19 من الإبلاغ عن أول إصابةٍ في البلاد في 11 آذار/ مارس الماضي. حيث تمّ إغلاق المدارس ومراكز التسوق والمطاعم والمقاهي، كما تمّ فرضُ حظر تجولٍ في عطلة الأسبوع على مدار عدة أسابيع، وفُرض حظر تجولٍ دائمٍ على المسنّين والأطفال.

وكان لهذه القيود تأثيرٌ كبيرٌ على الطلب على الطاقة في البلاد، حيث انخفضت حصةُ الطلب في نيسان/ أبريل بنسبة 16 بالمئة، وفي أيار/ مايو بنسبة 17 بالمئة. ومع عملية إعادة الحياة إلى طبيعتها التي بدأت في 1 حزيران/ يونيو الجاري، رفعت الدولة غالبية القيود لتشهد عدةُ قطاعات أرقام نموٍّ إيجابية.

يقول أورتيز: "كانت الأيام الـ17 الأولى من شهر حزيران/ يونيو، تقترب من زيادةٍ بنسبة 1 بالمئة على أساسٍ سنويّ. ويتوافقُ هذا مع البيانات التي نشرها "بيغ داتا" حول معاملات المستهلكين واستثمارات الشركات، والتي عادت بالفعل إلى معدلات نموٍّ إيجابيةٍ هذا الشهر بعد انخفاضٍ حادٍّ في نيسان/ أبريل وأيار/ مايو والذي وصل إلى 40 بالمئة".

ومن جهته قال فولكان ييت، الشريك في شركة "أبلوس إينيرجي" (APLUS Enerji) للاستثمارات والاستشارات، إن الانخفاض على الطلب كان له تأثيرٌ كبيرٌ على حصة الموارد المستخدمة لتوليد الطاقة.

وبحسب ييت فإن حصة الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء تراجعت إلى مستويات تاريخية، بينما زادت حصة الطاقة المتجددة. كما أشار إلى أنه مع بدء إعادة الحياة إلى طبيعتها في تركيا، ارتفع الطلب على الطاقة خاصة في الأسبوع ما بين 15 و20 حزيران/ يونيو.

وقد ارتفعت حصة المحطات الحرارية بما في ذلك الغاز الطبيعي والفحم المستورد والليغنايت في توليد الكهرباء خلال هذه الفترة. وارتفع متوسط توليد الكهرباء في الساعة من الفحم المستورد، من 6500 ميغا واط إلى 8000 ميغا واط، بينما ارتفع من 4300 ميغا واط إلى 5200 ميغا واط بالنسبة لمصانع الليغنايت، أما مصانع الغاز الطبيعي فرفعت متوسط التوليد في الساعة من 4200 ميغا واط إلى 5300 ميغا واط، وفقًا لييت.

ومع ذلك، يحافظ أورتيز على الحذر في توقعات النمو لعام 2020، حيث يقول: "توقعاتُنا للاستهلاك لهذا العام إيجابيةٌ بشكلٍ معتدلٍ عند حوالي 0.7 بالمئة تماشيًا مع معدل النمو لعام 2019. الاستهلاك له أكبر حصة في الناتج المحلي الإجمالي، لذا يجب أن يكون الوضع مشابهًا بالنسبة لتطوير الإنتاج وزيادته".

ومع أخذ الاختلافات بين تركيا وبقية العالم بعين الاعتبار، يتوقع أورتيز أن نموّ الناتج المحلي الإجمالي سيكون قريبًا من الصفر، بين زيادة أو نقصان 2 بالمئة. 

ويعتقد أورتيز أن تركيا ستتجنّب المزيد من التوقعات السلبية بالانخفاضات الحادّة بنسبة 5 بالمئة لأسباب عديدة. من بينها أن معدل النموّ في تركيا بلغ 4.5 على أساسٍ سنويٍّ في الربع الأول من عام 2020، وهذا جيدٌ مقارنةً بمعظم اقتصادات العالم المتقدمة التي سجّلت معدلات نموٍّ سلبية.

إلا أنه حذّر من أن متوسط معدّل النموّ سيعتمدُ على أرقام العام كاملًا، على الرغم من التقدّم الهامّ في الربع الأول من العام.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!