ترك برس

أسس الشاب التركي معمر كافاز أوغلو من ولاية بورصة شمال غربي تركيا، مع والدته، مشروع "لا ترمي، نحن نصلحها لنجعلها أملًا للأطفال" بهدف تجديد الألعاب وإعادة تدويرها وإرسالها إلى الأطفال المحتاجين في حلة جديدة.

تقيم عائلة كافاز أوغلو في منطقة "أورهان غازي" بولاية بورصة، وقد بدأت مشروعها الخيري في عام 2017، ثم حصلت بعد عامين على دعم من البريد التركي "ptt" لتتمكن من شحن الألعاب إلى الأطفال الأيتام والمحتاجين.

وبموجب الدعم المقدم من البريد التركي، يمنح كافاز أوغلو خصمًا بنسبة 80% على أي لعبة ترسل إلى الأطفال أو الجمعيات أو دور الأيتام، كما يمنح أي شخص يرسل لعبة تالفة إليه على خصم بقيمة 40% من البريد.

زار مسؤولو البريد التركي منزل كافاز أوغلو في العام الماضي لتوقيع اتفاقية التخفيضات في سعر الشحن، حيث شاهدوا المستودع الذي تجمع فيه الألعاب، واطّلعوا على آلية عمل كافاز أوغلو الذي شكرهم بدوره.

وفي حديث لوكالة الأناضول، قال كافاز أوغلو: "بدأت مشروعي في عام 2017، وهدفي أن أرسل المزيد من الألعاب إلى العديد من الأطفال. لم أرسل إلى اليوم سوى 4500 لعبة فقط، وبعد هذا الدعم أخطط لإرسال مليون لعبة إلى مليون طفل في وقت قصير".

بعد أن اشتهر كافاز أوغلو بما يقوم به، صار الناس من جميع أنحاء البلاد يرسلون إلى عنوانه ألعابهم التالفة وغير المستخدمة والقديمة من ألعاب بلاستيكية وخشبية إلكترونية ودمى قماشية، دعمًا لمشروعه الذي يحمل شعار "لا ترمي، نصلحها لنجعلها أملًا للأطفال".

وعن بداية مشروعه يقول: "رأيت في طريق عودتي إلى المنزل 30 لعبة قديمة وتالفة أمام حاوية قمامة معها حقيبة كبيرة. حملت الألعاب إلى منزلي وأصلحتها وجددتها، ثم بدأت أفكر ماذا أفعل بهذه الألعاب؟ وقررت حينها إهداءها إلى أطفال منطقتي، وعندما رأيت السعادة والبهجة في عيونهم قلت في نفسي إنني سأفعل هذا دائمًا لأرى البسمة في وجوه الأطفال. هذه كانت بدايتي".

أكد كافاز أوغلو أنه لا يكسب دخلًا من المشروع، وقال: "نحن نبحث عن رعاة لمشروعنا الذي أعجب به الجميع، ونحصل أحيانًا على الدعم من الفنانين. وقد طلبنا لعبة من الفنانة ألينا تيلكي فوافقت على ذلك".

قدّمت الأم كافاز أوغلو الدعم لابنها بمساعدته في المشروع، فهي تعتني بالدمى بإزالة ما في داخلها لغسلها بشكل جيد وإزالة البقع عنها، ثم تعبئتها مرة أخرى وتغيير الغلاف الخارجي للعبة إذا اضطر الأمر.

تقول الأم: "أفكك الدمى، وأخيط الأجزاء الممزقة منها، وأخيط لها يدًا إذا كانت بلا يد، وأضع لها عيونًا جديدة. لدي ماكينة أخيط بها كل ما يلزم للعبة، وألبسها ملابس أطفال أو أخيط لها ملابس، وأغسل شعرها بمواد منعمة وأضع لها مشبك شعر".

وتضيف السيدة كافاز أوغلو والدموع تملأ مقلتيها: "تغمرني السعادة بإدخال السرور على قلوب الأطفال الأيتام والمحتاجين الذين يفرحون عند حصولهم على أي شيء لو كان صغيرًا. الحمد لله الذي هدى ابني للقيام بهذا المشروع لإسعادهم. سنبذل قصارى جهدنا للاستمرار به".

تعمل الأم جاهدة لتلبية طلبات الجمعيات والأفراد من الألعاب المجددة دون أي مكسب مادي، حيث أرسلا قرابة 400 لعبة إلى هاتاي جنوب تركيا، كما أرسلا ألعابًا إلى دار أيتام في الريحانية.

وقد حصل مشروع عائلة كافاز أوغلو على جائزة "المشروع المثالي" في العام الماضي من قبل بعض الجامعات والمنظمات المدنية التي رأت أنه يستحق هذه الجائزة عن جدارة، فقد جدد حوالي 4500 لعبة تم إرسالها إلى المنظمات والمراكز الإرشادية والسجون ودور الأيتام والمدارس في جميع أنحاء تركيا، وكذلك باعتباره مشروعًا لإعادة التدوير.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!