ترك برس

علّق إمام آيا صوفيا السابق محمود توبتاش، على قرار إعادة افتتاح أيا صوفيا للعبادة قائلا: "انتظرنا اليوم الذي سيرفع فيه الأذان من منارة أيا صوفيا ويقف الإمام في المحراب، كما تنتظر الأرض المطر، وكما ينتظر العلم الرياح، وكما تنتظر الفرس الفارس".

صدر قرار من مجلس الدولة يوم 10 تموز/ يوليو الجاري، بإلغاء قرار مجلس الوزراء الصادر بتاريخ 24 تشرين الثاني نوفمبر 1943، الذي ينص على تحويل آيا صوفيا من جامع إلى متحف، وحدد الرئيس أردوغان تاريخ أول صلاة ستقام في جامع آيا صوفيا بيوم 24 يوليو.

عُيّن محمود توبتاش، إماما لآيا صوفيا في السابق، وكانت وظيفته خطيبا ومفسرا للقرآن الكريم، إلا أنه تقاعد دون أن يخطب أي خطبة أو يصلي أي صلاة في آيا صوفيا.

وفي حديث لوكالة الأناضول، صرح توبتاش بأن افتتاح آيا صوفيا كمتحف كان في يوم 1 شباط/ فبراير 1935، وقال: "وزع جميع العاملين في جامع آيا صوفيا على الجوامع الأخرى في إسطنبول لتأدية وظائفهم بعد أن توقفت العبادة فيه، وكان يعمل في جامع آيا صوفيا 3 أئمة، و7 مؤذنين، و10 عاملي خدمات، إلا أنه تم إبقاء إمام واحد ومؤذن واحد منهم".

وقد صدر قرار من رئيس الشؤون الدينية أيوب صبري هيرلي أوغلو، برسالة مؤرخة 27 آب/ أغسطس 1951، وفقا للمادة رقم 18698، بإلغاء وظيفة مؤذن آيا صوفيا واستمرار وظيفة إمام آيا صوفيا، وتم تعيين محمود توبتاش إماما لآيا صوفيا في 4 نيسان/ أبريل 1988 وفقا للمادة 7163. وكان التعيين كتابيا فقط، فلم يخطب ولم يصلي في آيا صوفيا لأنها كانت متحفا ومنعت العبادة فيها، لذلك عمل خطيبا في جوامع منطقة "أمينونو".

بدأ الإمام توبتاش، بعمله كإمام لآيا صوفيا في مكان صغير خارج مبنى آيا صوفيا، من ضمن الإضافة العثمانية للمبنى المخصصة للعبادة بمساحة 100 متر مربع في شباط/ فبراير 1991، وتركها في 16 أيار/ مايو 1991.

وصف محمود توبتاش، شوقه للصلاة في جامع آيا صوفيا قائلا: "قالوا لي (سترى الجامع لكن لا يمكنك دخوله، بإمكانك التجول حوله لكن لا يمكنك أن تؤدي الصلاة في داخله)، وكنا 30 مليون مسلم نتشوق للصلاة فيه في ذلك الوقت. ازداد عددنا إلى 40، ثم 50، ووصلنا إلى 60 مليون مسلم، كما ازدادت الحسرة في قلوبنا بزيادة عددنا. نظم شبابنا الشجعان في كل الجامعات خلال سنواتهم الدراسية مسيرات تحت شعار (ستفتح آيا صوفيا وستكسر السلاسل)، ثم اتخذوا قرارا بأن مفاتيح آيا صوفيا في البرلمان وطرقوا بابه مرات عديدة، ولم تثبط عزيمتهم رغم أن جهودهم لم تثمر".

وأضاف: "كنا نرى آيا صوفيا لكن لا نستطيع دخوله. اشتاق مسلمو العالم للصلاة فيه مثلما اشتاق مسلمو تركيا لذلك. فرحتنا وفرحة جميع مسلمين العالم لافتتاح أبواب آيا صوفيا للصلاة تشبه حل أصفاد البريء البطل الذي سجن لسنوات طويلة ثم اجتمع بحريته بعد انتصار الحق دون أن يحني رأسه للظالمين".

عبر توبتاش عن رأيه بقرار إعادة آيا صوفيا كجامع مرة ثانية قائلا: "فرحتنا بعودته كفرحة الأم التي التم اجتمعت بطفلها المخطوف، وكفرحة عاشقين التمّ شملهما بعد أن أذابت نار اشتياقهما الزجاج المضاد للرصاص المفرق بينهما، وكفرحة الأرض العطشى بارتوائها من الماء، وكفرحة مجنون ليلى بعثوره عليها، وكفرحة الشجاع الأسير بكسر قيده. صحيح أننا كنا نراه لكن لم يكن بإمكاننا دخوله، وكنا نفتح أحضاننا فقط لكن لم نجتمع. لقد انتظرنا هذا اليوم الذي تجتمع فيه المنارة بالآذان ويلتم شمل المحراب بإمامه، كما تنتظر الأرض المطر، وكما ينتظر العلم الرياح وكما تنتظر الفرس فارسها، والحمد لله أتى هذا اليوم".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!