ترك برس

كتب وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، مقالًا لصحيفة "دايلي صباح" تحت عنوان ''نواجه جيلا جديدا من المنظمات الإرهابية''، يتضمن تحذيرات لدول العالم من خطورة تنظيم "غولن".

وقال تشاووش أوغلو إن بعض القضايا العالمية مثل مكافحة الإرهاب والحفاظ على الأنظمة الديمقراطية، تحتفظ بأهميتها، رغم تغيير وباء كورونا أولويات العالم. 

وأوضح أن التنظيمات الإرهابية التي تستهدف الأنظمة الديمقراطية، تشهد تحولا في هذه الفترة وتنوّع أساليبها. وقد خاضت تركيا كفاحا كبيرا ضد منظمة غولن الإرهابية في السنوات الأخيرة.

وتابع الوزير التركي مقاله: "لقد توغلت منظمة غولن، وهي منظمة إرهابية من الجيل الجديد، في مفاصيل الدولة. قام زعيمها، فتح الله غولن، بتأسيس وتوجيه المنظمة بحيث قدمت نفسها على أنها حركة خدمية وتسللت رويدا رويدا إلى جميع مؤسسات الدولة، بما في ذلك الجيش والقضاء وقطاع الأعمال ووسائل الإعلام.

إن أتباع غولن الذين تغلغلوا في مفاصل الدولة التركية، بدأوا يتلقون التعليمات من زعيمهم، وانتشروا في جميع أصقاع الأرض بحجة فتح مدارس تعليمية وجمعيات خيرية. قام التنظيم بالتنصت على كل من يعارضه ومارس عليهم ضغوطا كبيرة وسجن المعارضين عبر القضاة الموالين للتنظيم، واستخدم كافة الوسائل المتاحة لتحقيق غاياته.

أصبحت المؤسسات التعليمية الخاضعة لسيطرتها الأداة الرئيسية لهذه المنظمة. تم غسل دماغ الأطفال والشباب الذين تم تدريبهم لصالح المنظمة وفقًا لأهدافها المستقبلية. لقد تخلصوا من عشرات المدنيين والقضاة وضباط الأمن الذين قد يقاومونهم من خلال إلقائهم في السجن.

تم استخدام الأفراد الذين لديهم ولاء مطلق للمنظمة في كل المؤسسات الاستراتيجية للدولة، وخاصة القوات المسلحة والمؤسسات القضائية. ولهذا الغرض، تم استخدام كل وسيلة، بما في ذلك الاحتيال في الامتحان. وكذلك تم استخدام الشركات الوهمية والتزوير والابتزاز من أجل تمويل المنظمة. تعرض رجال الأعمال الذين عارضوهم لجميع أنواع الضغط.

أقدم تنظيم غولن الإرهابي على أكثر خطوة دموية عندما شعر بأن مخططاته السرية بدأت تنكشف، وقام بمحاولة الانقلاب الفاشلة ليلة 15 يوليو/ تموز عام 2016. تم قصف البرلمان التركي الذي يعد مهد الديمقراطية، بطائرات مقاتلة سرقت من ثاني أكبر جيش للناتو. ولم يترددوا في إطلاق النار على المدنيين ومحاولة اغتيال رئيس الجمهورية التركية ومهاجمة أجهزة المخابرات ووحدات الشرطة ومركز البث الفضائي وشبكات الاتصال.

عندما قتلوا 251 وجرحوا ما يقرب 2700 في تلك الليلة، كانوا يهدفون إلى الإطاحة بعنف النظام الدستوري الديمقراطي والعلماني والاجتماعي في تركيا. إن عدم نجاحهم يعود فقط إلى الشعب التركي الذي يؤمن بالديمقراطية والدولة التركية. إن الالتزام بالديمقراطية لأولئك الأشخاص الذين أوقفوا الدبابات يشكل نموذجا للعالم بأسره.

نلاحظ أن المنظمة تحاول إعطاء الانطباع بأنها "تمثل قيم الإسلام في أوروبا"، من خلال الاختباء وراء مفاهيم مثل الاندماج والحوار. وكذلك، يحاول أعضاء منظمة غولن تصوير المنظمة الإرهابية كما لو كانت "ضحية لانتهاكات حقوق الإنسان في صراع سياسي". لكن هل هذا صحيح؟

توقعاتنا من أصدقائنا واضحة: التعامل مع هذه الحقائق بطريقة محايدة ومعقولة، وعدم فسح مجال لأنشطة تنظيم غولن. استفاد العديد من أعضاء المنظمة من الأنظمة القانونية الليبرالية، وتقدموا بطلب لجوء باستخدام بيانات غير صحيحة. لقد حان الوقت لاتخاذ خطوات ملموسة ضد منظمة غولن الإرهابية.

إن الضعف في مكافحة تنظيم غولن سيشجع جميع المنظمات الإرهابية التي تسعى إلى التدمير، تحت ذرائع مختلفة. إن دعم المجتمع الدولي في هذه المكافحة ضد تنظيم غولن أمر حيوي لأمن بلدنا في مواجهة التهديدات التي تشكلها هذه المنظمة الإرهابية، وقيمنا الديمقراطية المشتركة.

لذلك، أقول في الختام: خذوا هذا التهديد على محمل الجد، وتحركوا قبل فوات الأوان".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!