ترك برس

أظهرت مشاهد نشرتها وزارة الدفاع التركية، الإثنين، مرافقة سفن حربية تابعة للقوات البحرية سفينة "أوروتش رئيس" للأبحاث، خلال قيامها بأنشطة التنقيب شرقي المتوسط.

وفي تغريدة نشرتها الوزارة عبر حسابها الرسمي على "تويتر"، أكدت أن قوات البحرية التركية ترافق سفينة الأبحاث خلال قيامها بالمسح الزلزالي (سيزمي) وتوفر لها الحماية اللازمة، مبينة أن القوات التركية اتخذت جميع التدابير اللازمة في إطار تصميمها على حماية حقوق تركيا ومصالحها في مناطق نفوذها البحري.

وعقب ساعات من انطلاقها نحو مناطق مهامها في شرقي المتوسط، نشرت وزارة الخارجية التركية، خريطة المنطقة التي تقوم سفينة "أوروتش رئيس" بأعمال مسح زلزالي ضمن حدودها البحرية في المتوسط.

المدير العام للشؤون السياسية الثنائية والبحرية-الجوية والحدودية بالخارجية التركية، السفير "تشغطاي أرجيس"، أشار في تغريدة له عبر تويتر، إلى المنطقة التي تعمل فيها السفينة "أوروتش رئيس".

وشدد المسؤول التركي على أن المطالب اليونانية المتطرفة تقف وراء التوتر بالمنطقة، ساردا ملخصا لأطروحات تركيا القانونية في هذا الإطار.

وأضاف أن "أوروتش رئيس" بدأت أعمال المسح الزلزالي ضمن حدود الصلاحية البحرية التركية التي أعلمت بها أنقرة مسبقا الأمم المتحدة، مبيناً أن اليونان أثارت ضجيجا فارغا بزعمها أن المنطقة التي تنشط فيها السفينة "أوروتش رئيس" تابعة لها.

وذكر أن اليونان تحاول إيقاف "أوروتش رئيس" وإغلاق شرقي المتوسط أمام تركيا، من خلال مطالبتها بمساحة صلاحية بحرية تبلغ 40 ألف كيلومتر متذرعة بجزيرتها كاستيلوريزو (ميس) البالغ مساحتها 10 كيلومترات مربعة والتي تبعد عن البر اليوناني مسافة 580 كيلومتر، مشدداً على أن هذا الادعاء المتطرف من قبل اليونان يتعارض مع القانون الدولي، لافتا إلى أنه يخالف مبدأ الإنصاف.

وتابع: "لكن اليونان تريد الحصول على دعم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لهذا الادعاء، والضغط على تركيا لتوقف أنشتطها الهيدروكربونية المشروعة، وهذا الأمر غير مقبول ولا معقول".

وأكد أرجيس أن على هذه الدول مُطالَبة اليونان بوضع حد لهذه الادعاءات الظالمة وغير العادلة والسخيفة، مشيرا إلى أن من يخلق التوتر في المنطقة ليست تركيا وإنما اليونان عبر هذه الادعاءات المتطرفة.

من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أقصوي، إن أولئك الذين يتصرفون وفق مفهوم "أنا المالك الوحيد للبحر المتوسط" سيخيب أملهم، لأن تركيا لديها القدرة والإمكانيات والتصميم لدحر تحالف الشر المشكل ضدها في المتوسط.

جاء ذلك في رد نصي لأقصوي، الإثنين، على سؤال بخصوص بيان صادر عن الخارجية اليونانية حول أعمال سفينة "أوروتش رئيس" التركية، وفقاً لما نقلته "الأناضول."

وأوضح أن سفينة "أوروتش رئيس" تعمل داخل منطقة الجرف القاري التي أعلمت بها أنقرة الأمم المتحدة، وضمن مجالات الترخيص الذي منحته الحكومة لشركة البترول التركية المساهمة عام 2012.

وأضاف أقصوي أن أنشطة المسح الزلزالي الذي كان من المخطط أن تقوم بها السفينة في يوليو/تموز الماضي، تم تعليقها بتعليمات من الرئيس رجب طيب أردوغان.

وأشار أن "بادرة حسن النية هذه التي قمنا بها بطلب من ألمانيا والاتحاد الأوروبي من أجل إعطاء فرصة للدبلوماسية وإعادة إحياء قنوات الحوار، لم تلق مجيبا".

وأوضح أقصوي أن "اتفاقية القرصنة" التي وقعتها اليونان مع مصر في 6 آب/أغسطس 2020 بشأن ترسيم الحدود البحرية، أثبتت عدم صدق أثينا بخصوص الحوار.

وأكد أن الجرف القاري لتركيا وليبيا شرقي المتوسط تم انتهاكه عبر هذه الاتفاقية، مشيرا أن "أوروتش رئيس" عاودت منذ الإثنين أعمال المسح الزلزالي المخطط لها سابقا.

ولفت أقصوي إلى أن اليونان لا تملك أي أساس قانوني للاعتراض على أنشطة تركيا، مضيفا: "كما أوضحنا مرارا وتكرارا في السابق، فإن اقتطاع الجزر اليونانية الموجودة في المنطقة وأولها جزيرة ميس للجرف القاري التركي يتعارض مع مبدأ الإنصاف الذي يمثل المبدأ الأساسي للقانون الدولي".

واستطرد: "عدم تلقي تركيا استجابة على حسن النية الذي أبدتها، دفعها لمواصلة استخدام حقوقها النابعة من القانون الدولي واستمرارها في أنشطتها بحزم ضمن إطار الخطة التي تم إجراؤها مسبقا".

وشدد على أن تواجد تركيا العسكري في المنطقة ليس هدفه التصعيد، وإنما لاستخدام حقها في الدفاع المشروع فيما لو تطلب الأمر، مشيراً إلى أن بلاده لن تسمح لأي تعرض عسكري على سفينة تركية مدنية.

وفي وقت سابق الإثنين، أبحرت سفينة "أوروتش رئيس" من ولاية أنطاليا إلى قبالة جزيرة قبرص لتستأنف أنشطة التنقيب، برفقة سفينتي "أتامان" و"جنكيز خان".

ويمكن للسفينة إجراء عمليات سيزمية ثلاثية الأبعاد يصل عمقها 8 آلاف متر، وعمليات سيزمية ثنائية الأبعاد يصل عمقها 15 ألف متر.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!