ترك برس

تناقش الأوساط السياسية في تركيا خلال الأيام الأخيرة التطورات داخل حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، على خلفية ادعاءات حول استعداد أحد الشخصيات البارزة في صفوفه للانشقاق من أجل تأسيس تكتل سياسي جديد بقيادته.

وكشفت تقارير إعلامية تركية عن استعداد السياسي المعارض محرم إنجه، مرشح حزب الشعب الجمهوري للانتخابات الرئاسية عام 2018، لتأسيس حزب جديد نهاية العام الجاري بسبب انزعاجه من سياسات القيادة الحالية لدى حزبه.

وفي وقت سابق، قال إنجه في تغريدة عبر تويتر، إنه لم تصدر منه تصريحات للصحف والوكالات الإخبارية في الفترة الحالية، وأن أي قرار يؤمن بأنه صائب من أجل البلاد، سيعلنه عندما يتخذه.

ولم يصدر أي تصريح مباشر من زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قليجدار أوغلو، حول مساعي إنجه للانشقاق، لكنه قال خلال اجتماع للحزب قبل أيام، إن هناك محاولات لعرقلة حزبه وتقسيمه.

وفي مقال له بصحيفة "حرييت"، قال الكاتب التركي البارز عبد القادر سيلفي، إن شخصيات بارزة من حزب الشعب الجمهوري أجرت اجتماعًا مع محرم إنجه، في إطار سعيها لمنع انشقاقه والحيلولة دون تفكك الحزب.

وقال الكاتب صايغي أوزتورك المقرب من أروقة الشعب الجمهوري، إن إنجه يعتزم تأسيس حزب جديد قبل نهاية العام الجاري 2020.

ولفت الكاتب في زاويته بصحيفة سوزجو، أن اعتزام إنجة تأسيس حزب جديد، يأتي في إطار إظهار استيائه من إدارة كمال قليجدار أوغلو لحزب الشعب الجمهوري وإبعاده للحزب عن مبادئه وأهدافه.

وأشار أوزتورك إلى أن إنجه الذي نافس قليجدار أوغلو على رئاسة حزب الشعب الجمهوري، مستاء التعاون الخفي القائم بين حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي الذي ينظر إليه الشارع التركي على أنه ممثل تنظيم "PKK" الإرهابي.

ويرى المحلل السياسي التركي كريم هاس، في حديث لصحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا"، أنه على الرغم من عدم وضوح كيفية تطور الوضع، فإن احتمال إنشاء حركة سياسية جديدة مرتفع للغاية. فهناك تقاطع بين عدة اتجاهات في آنٍ واحد.

وبالدرجة الأولى، يلفت هاس الانتباه إلى حقيقة أن إنجه سياسي طموح للغاية، "فهو يسعى منذ فترة طويلة إلى تولي منصب رئيس حزب الشعب الجمهوري، الذي يقوده كمال قليجدار أوغلو منذ أكثر من 10 سنوات. 

وفي الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حصل إنجه على دعم يزيد قليلاً عن 30%، وهو أعلى من دعم حزب الشعب الجمهوري نفسه. وهذا بالطبع يمنحه سببا لتنصيب نفسه تقريبا زعيما للحزب"، وفق ما أوردت وكالة "RT".

ثانيا، تشير الأحداث الجارية، بحسب هاس، إلى صراع الأجهزة داخل حزب الشعب الجمهوري، حيث يوجد العديد من الفصائل التي لا تُظهر أي مودة تجاه بعضها البعض، على الرغم من أنها رسميا في قارب واحد. 

وأضاف المحلل التركي: "بالنسبة للجزء الذي يعد نفسه فصيلا كماليا قوميا، فإن إنجه مرشح مناسب ومقبول لمنصب رئيس حزب الشعب الجمهوري". 

واعتبر أنه من المفيد لحزب العدالة والتنمية الحاكم والرئيس رجب طيب أردوغان شخصيا أن يكون حزب الشعب الجمهوري مفككا ويعاني صراعات داخلية وصولا إلى إمكانية تشكيل إنجه حزبا جديدا. 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!