حسين يايمان - صحيفة وطن - ترجمة وتحرير ترك برس 

هز تصريح "غُل" الأوساط السياسية حين قال: "بعد انتهاء الفترة الرئاسية سأعود بالتأكيد إلى حزبي، إنّه أمر طبيعي بالنسبة لي". أثارت هذه التصريحات أوساط المعارضة وجماعة "فتح الله غولن".

سيجري لقاء بين غُل وأردوغان في اجتماع مجلس الأمن القومي. وقبل اللقاء أرسل غُل رسالةً مفادُها "أنا موجود في المعادلة". ويُقال أنّ وراء هذه التصريحات أفراد من الحزب.

هل يأتي قرار مجلس حزب العدالة والتنمية (الكونغرس) لعقد اللقاء في هذا التوقيت لقطع الطريق على غُل؟ في الوضع الراهن لا يستطيع عبد الله غُل أن يصبح رئيساً للوزراء. حتى ولو تزعم الحزب فهو لن يستطيع أن يكون رئيساً للوزراء حتى الانتخابات العامة التي ستجري في 2015. وعلى ضوء ذلك، فإنّ قرار الكونغرس لم يُتّخذ في هذه الفترة بالتحديد لقطع الطريق على غُل بل لكي يكون أردوغان متواجداً بصفته الرسمية الحالية كرئيس وزراء وعلى رأس حزبه من أجل حلّ قضية الرئيس العام للحزب /رئيس الوزراء.

لقد تم إعلان عقد الكونغرس في الأمس الحادي عشر من آب/أغسطس، ولكن القرار قد اتّخذ في بحر الأسبوع الماضي، لذا لا داعي للتفكير بأن تاريخ 27 آب/أغسطس هو تاريخ يستهدف إقصاء غُل.

هل يريد أردوغان تصفية غُل؟ لا فرق بين سياسة أردوغان وغُل. يعتمد أردوغان في فكره السياسي على البراغماتية فهو يهتم  بمصلحة حزبه وقضاياه العليا وليس بالمصالح الشخصية. وإذا ما تطلبت الشروط الاجتماعية والمنحى السياسي وجود غُل فإنه لن يتردد في احضاره إلى رئاسة الحزب. وكما هي طبيعة المعارضة دائماً، فهي تسعى إلى تقسيم الحزب الحاكم لتشقّ طريقها إلى استلام السلطة. فزعماء المعارضة لم يتمكّنوا منذ 12 عاماً من تبوؤ مقعد السلطة، فاتّبعوا خطّة هدم حزب العدالة والتنمية من الداخل.  

ماذا يريد أن يفعل أردوغان؟ يريد أن يجعل من حزبه "مؤسسة" لكي لا ينتهي به الطريق إلى ما آل إليه "حزب الوطن الأم" و"حزب الطريق القويم". يريد أن يخرجه من إطار "حزب أردوغان" ليضعه من جديد في إطار تقليدي. فالمسألة ليست مسألة غُل أو داود أوغلو إنّها مسألة إيجاد توليفه تقوي الحزب وتجعله متماسكاً.

ماذا سيفعل غُل؟ غُل هو أحد مؤسسي الحزب. سيتحرك كرجل "عارف وليس كرجل مقسِّم مجزِّء للحزب" مع معارضي أردوغان. صرّح غُل عن رغبته بالعمل السياسي ولكن هذا لا يبدو ممكناً في الكونغرس الطارئ المقبل.

الخطة "ب" في الحزب

على غُل أن ينتظر الكونغرس الطارئ للحزب لعام 2015، ولكن يجدر هنا التّذكير بأن غُل هو الذي سيكون المنقذ للحزب في حال حصول أي أزمة، وبمعنى آخر إذا ما ساءت الأمور داخل الحزب سيقوم أردوغان بتطبيق الخطة ب ودعوة غُل إلى تزعم الحزب.

النقاشات التي تدور حول أردوغان/غُل ستزيد في هيمنة حزب العدالة والتنمية

 لم تستطع المعارضة على مر 12 عاماً أن تكون معارضة حقيقية وآخر أملها هو خلاف غُل وأردوغان. يحاولون استصدار واصطناع خلاف بينهما بسبب التصريحات المختلفة لهما وإظهارها على أنها خلاف في السياسة ولكن لا يبدو أن هذا الأمر قابل للتحقق.

إذا ما حاولنا قراءة النتائج فإن  نرى أن نقاشات كهذه لن تجعل المعارضة تفلح في الوصول إلى الحكم بل إنّها تصب في مصلحة أردوغان وتزيد في هيمنته. إنّ هؤلاء الذين يريدون إزاحة أردوغان وغُل يخلقون دون أن يشعروا انطباعاً في أذهان الناس ببقاء هذين الاثنين في حكومة حزب العدالة والتنمية حتى عشر سنوات.

عن الكاتب

حسين يايمان

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس