ترك برس

شخصت حالة التوأم أيواز، البالغان من العمر 22 عاما، والمقيمان في منطقة “سرديوان” بولاية سكاريا وسط تركيا، بالإصابة بكوفيد 19، لتبدأ قصة علاجهما ومعاناتهما لمدة ثلاثة أسابيع، وعزلا نفسيهما في منزل بعيدين  عن والديهما كي لا يتسببا بنقل العدوى لهما.

شعر أحد التوأمين توناهان أيواز، بآلام المفاصل مع ارتفاع درجات الحرارة، وتوجه إلى مستشفى البحوث والتعليم في جامعة سكاريا لإجراء تحليل دم وفحص كوفيد 19، ليكتشف إصابته بالوباء ويبدأ مشواره العلاجي.

عزل توناهان نفسه في منزل آخر كي لا ينقل العدوى لوالديه، ثم اكتشفت إصابة أخيه التوأم بالوباء، ليتم عزلهما معا، وعانى الشقيقان خلال فترة العزل من آلام المفاصل وفقدان الشهية والحمى والإسهال ومرض الملاريا، واستمرت مدة العزل ثلاثة أسابيع بتوجيه من الأطباء، ثم تماثلا للشفاء.

وبعد أن استرد عافيته، ذكر توناهان أنه شعر بألم عضلي في بداية المرض، وقال: "كانت درجة حرارتي ترتفع فجأة وتنخفض فجأة، عندما قمت بقياسها أول مرة كانت 39,1، ثم ثاني مرة 38,5، ثم نزلت إلى 37,5. شككت في الأمر وتوجهت للمستشفى للفحص، وبالرغم من أن نتائج تحاليلي والتصوير المقطعي كانت سليمة، إلا أن فحص كوفيد 19 كان إيجابيا. اتصلت مديرية الصحة الإقليمية بي، وسألوني عن الأشخاص الذين أتواصل معهم وأخبروني بضرورة إجرائهم فحص كوفيد 19 وعزلي لنفسي على الفور عن عائلتي وبيئتي، فقمت بعزل نفسي”.

عانى توناهان من آلام في الظهر والعضلات، ورؤية الكوابيس بسبب الحمى ومرض الملاريا، وقال: “أجد صعوبة عند تقلبي في السرير. شعرت لمدة بألم كأن جسدي يتقطع، واستمر تعبي وضعفي. أشعر بحاجتي للاستلقاء عند جلوسي لعشر دقائق، طمأنني الأطباء بأنني سأتجاوز المرض بشكل خفيف كالإنفلونزا دون الشعور بآلام قوية لأنني شاب ولا يوجد لدي أي مرض مزمن”.

كان توناهان يتلقى العلاج في المنزل، وعانى فترة عزله لمدة 14 يومًا من التعب النفسي، وقال: “لا أعلم كيف أصبت بالوباء رغم مراعاتي للتدابير. ينبغي تجنب الأماكن المزدحمة، وأن لا نخطو أي خطوة دون كمامة. تم عزلنا عن عائلتنا، وبقيت وأخي دون ملجأ نلجأ إليه ولا أحد يمر علينا. ينبغي على الجميع الحذر من الوباء. سنقضي على الوباء بتعاوننا معا. صرفه الله عن الجميع”.

أشار باتوهان أيواز، لتوجهه برفقة والديه لإجراء فحص كوفيد 19 بعد اكتشاف إصابة أخيه، وكانت نتيجته إيجابية ونتيجة والديه سلبية، وقال: "قيل لي إن فترة علاجي بدأت، وأن حالتي لا تحتاج الدخول للمستشفى، بل سأتلقى علاجي في المنزل الذي سأعزل فيه مع أخي بعيدا عن والدي. طلبوا مني العزل لمدة 14 يوما، وحاولت أنا وأخي أن لا نتسبب بالعدوى لأحد”.

تحدث باتوهان عن معاناته في فترة المرض، وقال: "إنه أقوى من الإنفلونزا. لم أكن أملك قوة لتغيير مكاني في السرير ولم أستطع مد يدي لإمساك تلفوني الموضوع على الطاولة المجاورة لسريري لمدة يومين أو ثلاث. كلما حاولت رفع يدي أتألم لمدة خمس دقائق، والحمد لله لم أعاني من ضيق النفس أو من أمراض الجهاز التنفسي. كنت أتساءل دوما هل تسببت بالعدوى لشخص ما؟ هل تضرر بسببي أي أحد من حولي؟”.

أكد باتوهان أن كل هذه المعاناة كانت أقل مما شعر به المصابون الآخرون بالوباء بسبب صغر السن، وقال: "الحمد لله لم أشعر بما يضطرني للدخول للمستشفى أو للعناية المركزة، ومرت إصابتي بالعدوى بشكل خفيف عما سمعت من غيري، وبالطبع أخف مما يصيب كبار السن. يوجد في منزلنا أمي وأبي وأطفال، وكنا نخشى عليهم ولم نرغب بزيارتهم لنا. فكرنا في حماية أنفسنا ثم الآخرين”.

أضاف باتوهان أيواز، أنه شعر بالتعب والإرهاق النفسي خلال فترة عزلته للعلاج، وقال: "يترك لنا الطعام أمام الباب، وينبغي علينا ارتداء كمامة مزدوجة عند توجهنا إلى الحمام، ثم ننظفه بعد الاستخدام. في الواقع كان أمرا صعبا جدا، من الممكن أنه يمر خفيفا على الشبابد، لكن بعد أن يتدمر ويرهق نفسيا، فهو يؤثر على النفسية بشكل كبير. أرتدي حذائي عند خروجي للشرفة كي أشعر بأنني أتمشى بحرية، وأوصي الجميع بمراعاة المسافة الاجتماعية وارتداء الكمامات والتهوية الدائمة للأماكن المغلقة. لا يقل أحد أنا شاب أو هو مسن فالوباء لا يفرق بين شاب ومسن، أصبت بالوباء رغم اتباعي للتدابير”.

أنهى الشقيقان حديثهما بتوجيه الشكر لمدير الصحة الإقليمية عزيز أوغوتلو وجميع الكوادر الطبية على رعايتهم واهتمامهم بهما عن قرب خلال فترة علاجهما.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!