ترك برس

عقب التوتر المتصاعد بين تركيا واليونان في بحر إيجة وشرقي المتوسط، تتجه الأنظار في الوقت الراهن إلى نتائج الاجتماعات الفنية المنعقدة بين وفدي البلدين في مقر حلف شمال الأطلسي "ناتو"، وما سيليه من استئناف للمباحثات الاستكشافية بينهما.

ويُقصد بالمباحثات الاستكشافية مناقشة الأطراف أرائهما المتبادلة في مسائل عدة، عبر النقد البنّاء.

وعادة تشهد المباحثات الاستكشافية، تقديم الأطراف لبعضهما البعض، المعلومات اللازمة ومقترحات حلول للخلافات القائمة بينها، وسط مناقشة آراء وأطروحات كلى الطرفين قبل التوصل إلى قرار ما.

ويتم اللجوء إلى المباحثات الاستكشافية التي يكون الهدف منها تطوير الحوار الدبلوماسي، عند وجود أكثر من مسألة مختلف عليها بين البلدان.

وفي هذا الإطار، يتم تناول الخلافات في المباحثات الاستكشافية على شكل حزمة واحدة، بحيث لا يتم التوصل إلى حل نهائي ما لم يتم حل جميع الخلافات التي تتضمنها حزمة الخلافات والأزمات تلك.

وتستعد تركيا واليونان هذه الأيام لاستئناف المباحثات الاستكشافية بينهما، بهدف إيجاد حل للخلافات القائمة بين البلدين في بحري إيجة والأبيض المتوسط.

وعقب قمة ثلاثية عبر تقنية "فيديو كونفرانس"، جمعت الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أفاد بيان صادر عن دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، أن أنقرة وأثينا مستعدتان لاستئناف المباحثات الاستكشافية.

وخلال اللقاء المذكور، شدد الرئيس التركي على ضرورة الحفاظ على الزخم النسبي الرامي لخفض التوتر شرق المتوسط، مؤكداً على أهمية تفعيل قنوات الحوار عبر خطوات متبادلة.

كما أكد أردوغان على أن تركيا كانت وما زالت تؤيد حل الخلافات عن طريق الحوار، وأن أنقرة لم تتخلّ عن ضبط النفس رغم كافة الاستفزازات.

وأعرب عن تقديره لمبادرات ألمانيا الرامية للعب دور الوساطة، لافتاً إلى أهمية الخطوات التي ستقدم عليها اليونان، من حيث كيفية المضي قدماً في الاتفاق على تنشيط قنوات الحوار واستئناف المباحثات الاستكشافية بين البلدين

 

من جانبها، من جهة أخرى، أعلنت الخارجية اليونانية أنه تم التوصل إلى اتفاق مع تركيا لاستئناف الجولة 61 من المباحثات الاستكشافية في إسطنبول قريباً.

وبالعودة إلى تاريخ المباحثات الاستكشافية بين تركيا واليونان، فقد انطلقت الجولة الأولى من المباحثات الاستكشافية بين البلدين الجارين عام 2002 في أنقرة، بهدف التوصل إلى حل "عادل، ودائم وشامل" يرضي الطرفين، فيما يخص الخلافات القائمة بين البلدين حول بحر إيجة.

وانعقدت آخر جولة من تلك المباحثات (الجولة رقم 60) في الأول من مارس/آذار 2016 بالعاصمة اليونانية أثينا، وبعد ذلك التاريخ استمرت المفاوضات بين البلدين على شكل مشاورات سياسية، دون أن ترجع إلى إطار استكشافي مجددا.

وبحلول منتصف العام الحالي، بادرت ألمانيا التي تولّت الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي، لاستئناف المباحثات الاستكشافية بين أنقرة وأثينا، بهدف تخفيض التوتر المتصاعد بين البلدين في شرقي المتوسط، وعرقلة أي نزاع عسكري بينهما، وفقاً لما ذكره تقرير لوكالة الأناضول للأنباء.

ونتيجة لمساع ألمانيا الدبلوماسية ومواقف تركيا الداعمة للحوار، أوشكت أنقرة وأثينا على استئناف المباحثات الاستكشافية في أغسطس/آب الماضي، إلا أن توقيع اليونان اتفاقية ترسيم مناطق الصلاحية البحرية مع مصر في السادس من الشهر ذاته، أدى إلى تعليق المباحثات المذكورة بين تركا واليونان.

وتطالب تركيا بتناول جميع الخلافات القائمة مع اليونان ككل، حيث تتصدر هذه الخلافات حدود المياه الإقليمية بين البلدين في بحر إيجة، والجرف القاري، ونزع سلاح الجزر، والوضع القانوني للتكوينات الجغرافية، ونطاق المجال الجوي للبلدين، وأنشطة البحث والإنقاذ.

كما تشدد تركيا على اتخاذ مبدأ الأحقية أساساً قبل كل شيء في ترسيم الجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للبلدين في شرقي البحر المتوسط.

وترفض أنقرة الاعتراف بالخطوات الأحادية التي تتخذها اليونان وإدارة قبرص الرومية والتي تهدف إلى إقصاء تركيا والقبارصة الأتراك.

وفي وقت سابق من الأربعاء، قال أمين عام حلف شمال الأطلسي "ناتو"، ينس ستولتنبرغ، إن المحادثات الفنية بين تركيا واليونان، حول شرق البحر المتوسط، "حققت تقدما جيدا".

وأشار في مؤتمر صحفي، إلى استمرار المحادثات الفنية بين تركيا واليونان، لبحث سبل فض النزاع شرق المتوسط، مضيفا أنه جرى عقد عدة اجتماعات حتى اليوم، وتم تحقيق تقدم جيد فيها.

وأوضح أن الاجتماعات الفنية هي عبارة عن لقاءات عسكرية فنية، وأن المساعي الدبلوماسية الألمانية لحل الخلاف بين الجانبين، تعد بمثابة المكملة للقاءات التركية اليونانية.

ولفت إلى أن جهود ألمانيا، أسفرت الثلاثاء، عن اتفاق تركيا واليونان للبدء بالمحادثات الاستكشافية مجددا، معربا عن امتنانه من الأمر.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!