ترك برس

مع انطلاق العام الدراسي الجديد، شرعت العديد من الجامعات في تركيا، لافتتاح أقسام لإعداد الأيدي العاملة المزمع توظيفها في مصنع إنتاج أول سيارة كهربائية محلية في البلاد.

وكشفت تركيا، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، عن نموذجين أوليين لسيارتها "TOGG"، المصنعة بإمكانات محلية خالصة، على أن تسير في شوارع البلاد خلال ثلاث سنوات.

وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في يوليو/تموز الماضي، انطلاق أعمال بناء مصنع إنتاج أول سيارة كهربائية محلية في بورصة.

ويوفر المصنع فرص عمل لـ4 آلاف و323 شخصا، بينهم 300 من أصحاب المؤهلات، ليتم إنتاج 175 ألف سيارة محلية سنويًا من خمسة أنواع مختلفة.

جامعة أولوداغ في ولاية بورصة غربي البلاد، أعلنت ببدء قبولها للدفعة الأولى من الطلاب في "قسم تكنولوجيا المركبات الهجينة والكهربائية" لدى المعهد العالي للعلوم التقنية التابع لها.

الدفعة الأولى التي تتألف من 40 طالباً، سيتم تأهيلهم ليكونوا "خبراء وفنيو مركبات كهربائية وهجينة" بشهادة معهد عالي.

وسيتمكّن الطلاب المتخرجون من هذا القسم من العمل لدى القطاعين الخاص والعام في تركيا، بتخصص إنتاج وصيانة وإصلاح السيارات الكهربائية والهجينة، وكذلك في منشآت القطاعات ذات الصلة بإنتاج السيارات.

ووفق مستجدات جائحة "كورونا"، سيقرر مجلس جامعة "أولوداغ"، في وقت لاحق، التفاصيل بشأن تاريخ انطلاق التدريس في القسم ونموذج التعليم الذي سيتم اعتماده.

وفي معرض تعليقه على الأمر، قال الأستاذ الدكتور، محمد قراهان، مدير المعهد العالي للعلوم التقنية بجامعة "أولوداغ"، إن "قسم تكنولوجيا المركبات الهجينة والكهربائية" سيوفّر الأيدي العاملة لمصنع إنتاج أول سيارة كهربائية محلية في تركيا، والمنشآت والمصانع الأخرى التي ستكون على صلة بهذا القطاع.

وأضاف أن الطلاب، وفي نهاية فترتهم الدراسية، سيمتلكون القدرات اللازمة للعمل في منشآت إنتاج وصيانة السيارات الكهربائية والهجينة، بحسب تقرير نشرته وكالة الأناضول.

وأفاد بوجود ست جامعات أخرى فتحت هذا العام أقساما مشابهة لـ"قسم تكنولوجيا المركبات الهجينة والكهربائية"، وبدأت بقبول الطلاب، إلا أن قسم جامعة "أولوداغ" يتميّز بقبوله الطلاب الحاصلين على أعلى الدرجات المؤهلة للقبول الجامعي.

وأوضح أنه يتواجد في القسم حاليا ثلاثة أكاديميين مختصين في تدريس تكنولوجيا المركبات الكهربائية والهجينة، وعددهم قابل للزيادة بمرور الوقت.

وقال قراهان إنهم على تواصل مع شركة " TOGG " المصنّعة للسيارة المحلية التركية، لتحديد المناهج الدراسية في "قسم تكنولوجيا المركبات الهجينة والكهربائية"، وإجراء المشاورات اللازمة في هذا المجال.

وشدد على أن إدارة القسم تواصل التعاون مع القطاعات ذات الصلة بهذا المجال، سواء مع الشركات التركية مثل "كارسان -Karsan" أو الأجنبية النشطة في البلاد مثل "تويوتا- Toyota " .

أكدت الدكتورة هاندا أونغان، عضو هيئة التدريس في "قسم تكنولوجيا المركبات الهجينة والكهربائية"، على أن الطلاب المتخرّجين من القسم سيتميّزون بجودة تعليم نظري وعملي سيحصلون عليه بالتزامن.

وفي سياق متواصل، بدأ طلاب ثانوية تركية بولاية بورصة أيضاً، الدراسة في قسم خاص يرمي لإعداد أيدٍ عاملة ترفد مصنع إنتاج أول سيارة كهربائية محلية بالبلاد.

ونقلت وكالة الأناضول عن متين سيزر، مدير ثانوية الأناضول المهنية والتقنية، قوله إن 30 طالبا استحقوا مقاعد بالمدرسة بعد نجاحهم في امتحان القبول، وبدأوا العام الدراسي الجديد ببرنامج التعليم عن بعد التزاما بتدابير الوقاية من فيروس كورونا.

وأوضح أن المدرسة فتحت "قسم السيارات الكهربائية" حيث سيتلقي الطلاب تعليمهم فيها، مشيراً إلى أن الثانوية تعد الأولى في البلاد بين نظيراتها المهنية في قسم تكنولوجيا المركبات الآلية.

من جانبه قال الطالب علي دورموش إنه شغوف بقطاع صناعة السيارات، مردفاً: "لدي اهتمام كبير بالسيارات، وأجريت العديد من الأبحاث قبل التسجيل بهذا القسم في الثانوية، وأنا متحمس بالوقت الراهن لأنني دخلت المدرسة التي أرغب حيث يمكنني تطوير قدراتي".

هذا ومن المنتظر أن يساهم مشروع السيارة المحلية التركية بعد بدء الإنتاج وطرح السيارات في السوق، بـ50 مليار يورو في الناتج المحليّ الإجمالي في السنوات الـ15 المقبلة، إضافة إلى توفير فرص عمل تصل إلى 20 ألف وظيفة.

تجدر الإشارة إلى أن تركيا أطلقت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، مبادرة رائدة لتصنيع أول سيارة محلية، جمعت بين أكبر الشركات المصنعة في البلاد في ائتلاف يضم شركة "كيراتشا" (Kıraça)، ومجموعة الأناضول (Anadolu Group)، وشركة "توركسيل" (Turkcell)، ومجموعة "زورلو" (Zorlu)، وشركة "بي مي جي" (BMC).

جاءت المبادرة بعد دعواتٍ متكررةٍ من الرئيس أردوغان لإنشاء مشروعٍ مشتركٍ للسيارات من قبل الاتحاد التركي للغرف وتبادل السلع (TOBB) ووزارة العلوم والصناعة والتكنولوجيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!