ترك برس

يصوّر المصور الفلكي مصطفى أيدن، الأجرام السماوية منذ ستة أعوام، ويضطر أحيانا للانتظار عدة ليال كي يحصل على صورة واحدة، فعمله يحتاج لجُهد مُضنٍ.

لا يبعد آيدن عينيه عن السماء، لأنها المكان الذي يمنحه الحماس للتعرف على المجرات التي لا يستطيع رؤيتها وتصويرها.

ولد آيدن في عام 1974 بمنطقة زيل التابعة لمدينة توكات، وتخرج من كلية إدارة الأعمال، ولديه شركة خاصة للاستشارات التجارية الخارجية. وتعامل مع علم الفلك للهواة لمدة عشرة أعوام، ومارس التصوير الفلكي لمدة ستة أعوام، وهو متزوج ولديه ابنة.

اهتم آيدن بالتصوير الفوتوغرافي وعلم الفلك منذ صغره، وفي البداية بدأ باستكشاف السماء مستخدما التلسكوب، وبعد ذلك قرر تصويرها ولسان حاله: "يجب أن أصورك". ثم خطى خطواته الأولى في التصوير الفلكي بالتقاط صور لأماكن بعيدة عن التلوث الضوئي لمدة ستة أعوام.

"مجرة أندروميدا". مكان التصوير: بيبازاري. المصور: مصطفى آيدن

أثارت صورة مجرة أندروميد، التي التقطها آيدن إعجابه أولا، وتعد أقرب مجرة إلى الأرض. وقد ظل واقفا بعد التقاطه الصور، لا يفعل شيئا لفترة تراوحت بين الساعة والساعتين بدافع الإثارة، ثم عاد إلى منزله وأجرى عملية المعالجة، وكانت كل صورة يلتقطها تثير اهتمامه أكثر.

"غيوم القلب ورأس السمكة". مكان التصوير: حديقة إسبارطة كيزيل داغ الوطنية. المصور: مصطفى آيدن

أشار مصطفى آيدن إلى أن "الصورة الواحدة التي نراها في بضع ثوان وتثير إعجابنا تستغرق أحيانا خمسة ليال من العمل لالتقاطها".

وذكر أن التقاط الصورة الفلكية تسبقه مرحلة تخطيط، وقال: "في هذه المرحلة ينبغي أن يكون لدي معرفة بحالة الطقس وحالة القمر وحالة الأجرام السماوية الأخرى وحالة السماء للكائن الذي أرغب بتصويره على الكمبيوتر، وينبغي علي تحديد الموقع وفقا لما أرغب بتصويره، هل هو تصوير بنطاق عريض أو نطاق ضيق، وفقا لذلك أجهز معداتي مثل الحامل ثلاثي الأرجل، وحامل المتابع، والتلسكوب، وكاميرا التصوير، وكاميرا المتابعة، والتلسكوب الخاص بها، التي ينبغي أن تكون مرتبطة بالكمبيوتر".

"المذنب نيوويس". مكان التصوير: قرية داغكوبلو في أسكيشهير. المصور: مصطفى آيدن

عند سؤاله عن كيفية قيامه بالتصوير، أجاب آيدن قائلا: "بعد إتمام مرحلة التجهيز، يحين وقت التصوير. يجب محاذاة نظام المتابعة في المرحلة الأولى مع النجم القطبي، وبالتالي يمكن للجهاز متابعة حركة الأرض، ثم يتم وضع الشيء المراد تصويره في داخل إطار، ثم أقوم بضبط حدة التركيز".

تطرق أيدن لما يجري بعد ذلك قائلا: "عندما يتم إجراء الضبط وعند حلول الظلام التام، أبدأ في التقاط الصور للشيء الذي أريد تصويره، وآخذ عددًا قليلًا من المربع للتجربة، وعندما أحصل على وقت التعرض الذي أريده، يمكنني تعيين لقطات فاصلة من جهاز الكمبيوتر الخاص بي حتى أتمكن من التصوير طوال الليل وترك الكاميرا تصور لوحدها. أجلس أمام جهاز الكمبيوتر أتابع الصور الملتقطة طوال الليل، وأولي اهتماما لالتقاط أكبر عدد ممكن من الصور للشيء المراد تصويره، لأن من الضروري التصوير طوال الليل، وأحيانا أضطر للتصوير لعدة ليال متتالية للحصول على الصورة النهائية من خلال دمج الصور لاحقا، ويمكن أن تلتقط الصورة في نهاية الليلة أو في وسطها. ينبغي تصوير المربعات التي نسميها إطارات المعايرة، وأقوم بجمع الإطارات التي التقطتها مع إطارات المعايرة بعد التقاطي صورا كافية، ثم أبدأ عملية التراص والتكديس. ولدي صور خام. نُخضِعُ هذه الصور الأولية لعملية متسلسلة تستغرق حوالي بضع ساعات وتسمى بالمعالجة، وفي النهاية تظهر تلك الصور التي يراها الجميع".

اختيرت صور آيدن للتكريم عبر وسائل التواصل الاجتماعي في العديد من المنصات الوطنية والدولية حتى اليوم، منها وكالة الفضاء الأوروبية ESA، وجمعيات علم الفلك الوطنية والدولية، وسُمّيت الصور الأفضل لبعض الأشهر والأسابيع.

"القمر والأضواء الشمالية". مكان التصوير: فنلندا. المصور: مصطفى آيدن

في الآونة الأخيرة، عُرضت صور آيدن في فئة الشفق القطبي بمسابقة مصور الفلك لهذا العام، التي تنظمها المتاحف الملكية البريطانية "غرين ويتش".

كما يجري آيدن مفاوضات مع بعض مجلات الصور في تركيا، بهدف نقل معرفته بعلم التصوير الفلكي إلى جمهور أوسع في سلسلة من المقالات، كما يواصل دراساته وتحضيراته لدورات التصوير الفلكي الاختبارية في قسم علم الفلك وعلوم الفضاء بجامعة أرجييس.

من الجدير بالذكر أن المصور الفلكي ليفينت آيدن، البالغ من العمر 52 عاما، الذي بدأ شغفه بالفلك بعد التحاق ابنته نازلي بروضة الأطفال، طلب منه شراء تلسكوب لابنته، فاشترى لها تلسكوبا بقطر صغير، وبدأ معها بالمراقبة. ثم ازداد فضوله فزاد حجم التلسكوب، فصار يغير في العام الواحد ثلاث تلسكوبات، ويشتري في كل مرة الأكبر حجما، وتحول فضوله إلى شغف شديد أيقظ بداخله هوايته المفضلة في الصغر، بالجلوس في شرفة المنزل ومراقبة حركة النجوم والقمر.

اشترى آيدن تلسكوبا ليستخدمه في التصوير الفلكي حاليا مع عدسة من خلال قرض دفعه خلال عامين؟ وبعد أن تعلق بالمراقبة تطور تعلقه إلى التصوير الفوتوغرافي، فاشترى الفلاتر اللازمة والكاميرات وأجهزة الكمبيوتر وغيرها من المعدات الأخرى، وأكمل شراء أجهزته في ثمانية أعوام.

تخرج ليفينت آيدن من مدرسة ثانوية عادية، وليس لديه أي أساس علمي عن علم الفلك، لكنه طور نفسه وتعلم من خلال القراءة والمشاهدة. ويعمل بإنتاج أدوات الوزن والمعايرة، إضافة إلى عمله بالتصوير الفلكي. وينصح آيدن الجميع بفعل ما يحبون فهو الآن عالم فلك هاو ومصور فلك.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!